دخل ممثلو مصر في اتحاد الأطباء العرب في سباق ضد الزمن من أجل إفشال اجتماع المجلس الأعلى للأطباء العرب المقرر عقده بالجزائر يومي 25 و26 فيفري تخوف مصري كبير من فقدان مقر وأمانة الاتحاد في اجتماع الجزائر والذي دعت إليه لجنة آداب المهنة بالتنسيق مع العمادة الوطنية للأطباء الجزائريين، قصد إجراء انتخاب أعضاء الأمانة العامة من جديد، حيث تخشى مصر من فقدان احتفاظها بمقر الاتحاد إذا ما انتخب أمين عام جديد غير مصري العربية. وفي تهجم واضح هرع المدير العام لاتحاد الأطباء العرب، المصري محمد سليمان، إلى الصحافة المصرية قائلا إن "اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد والمقرر بالجزائر يومي 25 و26 من الشهر الجاري يعتبر غير قانوني، وسوف لن نعترف بنتائجه"، وذهب إلى حد اتهام الجزائر المعروفة بمواقفها الملتزمة القومية، بالسعي إلى ضم الاتحاد العربي إلى الاتحاد المتوسطي، ومن ثمة العمل مع إسرائيل، وهي مناورة مكشوفة لا يصدقها أحد، وخاصة العارفون بموقف الجزائر من الاتحاد المتوسطي ومخاوف تسلل إسرائيل منه إلى التطبيع مع الدول العربية، ولا يستبعد ربط التحرك المصري المشبوه بتخوفها من نجاح مطلب تغيير مقر اتحاد الأطباء العرب، على غرار مسعى المحامين، في تجسيد أول خطوة لتفعيل مطلب تدوير مناصب المسؤولية في الجامعة العربية. وصرح أمس رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، الدكتور بقاط بركاني، في اتصال مع "الفجر"، بأن "موقف الجزائر واضح وصريح، ولا نملك أية مشكلة مع مصر كدولة، لكن عهدة الأمانة الحالية انتهت ويجب إجراء انتخابات جديدة، والأمانة العامة يجب أن تتبع بلد الأمين العام المنتخب"، مضيفا أن الرئيس الحالي للاتحاد وأمينه العام أرادا اختصار المشاكل التي يغرق فيها اتحاد الأطباء العرب في مقابلة كروية. وأشار بركاني بقاط إلى أن الأمين العام للاتحاد العربي، المصري عبد المنعم أبو الفتوح، والذي يمثل الرقم الثالث في تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، متابع قضائيا من قبل السلطات المصرية في قضايا ذات الصلة بالتنظيم السياسي، وأراد استغلال الاتحاد وتكييفه على هواه وجعله اتحادا سياسيا، بعدما أفلتت منه الأمور مع العدالة المصرية، "لذلك أراد توجيه الأنظار صوب الجزائر واتهامها بالتسبب في المشاكل التي يعيشها الاتحاد"، موضحا في نفس الوقت أن أبو الفتوح تلاعب باشتراكات الدول العربية في الاتحاد والجزائرية طبعا، وقام بشراء كراسي متحركة للأرامل في ماليزيا من اشتراكات الدول العربية، وهو أمر ليس من اختصاص الاتحاد، يضيف المتحدث. وبخصوص ما روج له مدير عام اتحاد الأطباء العرب الدكتور، المصري محمد سليمان، من أن الجزائر تريد انضمام الاتحاد العربي إلى الفضاء الأورو متوسطي، وهو ما يعني الجلوس جنبا إلى جنب مع إسرائيل، في مناورة لتشويه سمعة الجزائر وتبرير تلاعبات الاتحاد المصري، قال الدكتور بقاط إن الجزائر ترأس اتحاد أطباء الفضاء المتوسطي منذ 2007 ويستمر ذلك إلى غاية 2012. وأوضح أن موقف الجزائر واضح وجلي، وهو أن الاتحاد يضم جميع الدول العربية والأوروبية المتوسطية ما عدا إسرائيل التي يرفرف علمها على أراضي مصر وليس على أراضي الجزائر، وتحظى بحماية خاصة، وبمفاضلة في تموينها بالغاز حتى على حساب المواطن المصري، وأمور أخرى أمنية واستخباراتية، تطبيقا أو مزايدة في تطبيق اتفاقية السلام المشؤومة، كان آخر إسقاطاتها بناء الجدار الفولاذي لحرمان سكان غزة من رئة التنفس الوحيدة الباقية بغرض إجبارها على قبول مشاريع التسوية والحلول الإسرائيلية.