اعتبرت النقابات المستقلة النشطة في قطاع التربية، أن قرار الوزارة الوصية الخاص بإعادة تثمين النظام التعويضي لصالح الأسلاك المشتركة الخاص بالقطاع، مجرد “مناورة” لتكسير الإضراب المعلن عنه، طالما أن “الزيادات المعلن عنها تبقى بعيدة كل البعد عن طموح الأسرة التربوية، مقارنة بالارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائية وتدهور القدرة الشرائية“. وأكد ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، السيد مسعود عمراوي، أن “قرار الزيادة في منح عمال القطاع هو في حد ذاته مغالطة من طرف الوزارة مقارنة بالشبكة الجديدة للأجور”، لاسيما أن المخلفات المالية ستصب في شكل أقساط ومن المفروض أن تكون دفعة واحدة. وأضاف المتحدث، أن تلك الزيادات لو استفاد منها عمال القطاع في سنة 2008 لكان ذلك أفضل وأفيد، مقارنة والتدهور الفظيع للقدرة الشرائية. كما أبدى عمراوي، تأسفه لتجاهل الوزارة لملف الخدمات الاجتماعية وطب العمل، مؤكدا أن الوزارة لجأت إلى الزيادة في نظام المنح وتعمدت تجاهل الملفات الثلاثة قائلا: “على الوزارة أن تعلم أننا لا نقبل بتجزئة المطالب المرفوعة”. وفي سياق متصل، أوضح المتحدث أن تلك الزيادات ضعيفة ولم ترق إلى مستوى طموح الأسرة التربوية، مؤكدا استمرار الحركات الاحتجاجية في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع المكتب الوطني للنقابة يوم 22 من الشهر الجاري. أما رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، فعلق قائلا “أول ما خطر بذهني عند الاطلاع على بيان الوزارة، أنها لا تمثل زيادة في المنح بل في ربع منحة”، منتقدا من ناحيته موقف الوزارة، كونها - على حد قوله - قامت بالتركيز على نظام المنح فقط، في حين “نحن نطالب بالقانون الأساسي والنظام التعويضي، وملف الخدمات الاجتماعية وبتعديل سن التقاعد”. وأضاف المتحدث أن وزارة التربية تحاول من خلال تلك الزيادات المحتشمة إسكات عمال القطاع على الملفات المذكورة لتكسير سلسلة الاحتجاجات والإضرابات. كما ذكر أن الزيادات تعتبر “لا حدث” بالنسبة للنقابة، مطالبا رئيس الحكومة بالتدخل حتى يحظى عمال القطاع بزيادات تمكن عمال القطاع من مواجهة مستوى القدرة الشرائية، مضيفا أن الحركة الاحتجاجية المعلن عنها ستتواصل اليوم بإضراب المساعدين التربويين. من ناحيته، فضل الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، عدم الإدلاء بأي تصريح والتحفظ بخصوص تلك الزيادات إلى غاية انعقاد اجتماع المجلس الوطني للنقابة في أقرب وقت، وعقد جمعيات عامة، نهار اليوم، عبر كافة الثانويات للقيام بدراسة معمقة حول تلك الزيادات، بهدف التوصل إلى توحيد رأي القاعدة في تلك الزيادات.