قبل دخول فيلم “Avatar” - الرائعة السينمائية الجديدة للمخرج الاستثنائي جيمس كاميرون - إلى قاعات السينما الأوروبية، في منتصف شهر ديسمبر الماضي - كانت شوارع الحي الشعبي “باب الوادي” بقلب العاصمة، تضيق بما حملت من سيديهات مقرصنة، لأهم وآخر إنتاجات هوليوود، بما فيها فيلم كاميرون الجديد، وفيلم “أنشودة عيد الميلاد”، رائعة الكاتب العالمي تشارلز ديكنز وأفلام أخرى لازالت تكلّف جمهور السينما بالولايات المتحدة وأوروبا، مئات الدولارات، من أجل مشاهدتها، في حين يمكن لمتسكّع بشوارع باب الوادي، أن يجمعها في سي دي واحد، لا يكلفه أكثر من قطعة نقدية واحدة، من فئة 100 دينار!! هذه البحبوحة السينمائية المرميّة على قارعة طريق شعبي بالعاصمة، مكنتني - كما آلاف المولعين بالسينما - من مشاهدة آخر خرجات العملاق السينمائي الأمريكي، وأنستنا - على مضض - قاعات السينما المغلقة، والتي يقال - والعهدة على تومي - إنها في طريق الترميم.. في هذا الصدد، أردت في هذا الكاري، أن أثير انتباه محبي السينما في الجزائر وأصحاب ملف الترميم في وزارة تومي، إلى أمر مهم وهو أن فيلم جيمس كاميرون الجديد “أفاتار”، وما تبعه وسيتبعه من أعمال عباقرة السينما في هوليوود، قد أدخل صناعة السينما مرحلة جديدة ومبهرة، مع تحوّل تقديم الأفلام إلى الأساليب المبتكرة الجديدة وخاصة تلك التي تعرض بشكل ثلاثي الأبعاد “3D” وهو الأمر الذي بوسعه أن يُخرج المشاهد من هامش المتلقي السلبي ليحوله إلى مشارك في أحداث الفيلم، مما يزيد من هامش الدهشة والفرجة.. لكن للأسف، هذه التقنية الجديدة ستؤثر سلبا على باعة السيديهات المقرصنة في باب الوادي، كما على زبائنهم (وأنا منهم)، باعتبار أن الأفلام الجديدة التي ستنتج بهذه التقنية، ستكون عصيّة على “البيراتاج”، مع العلم أن أكبر الشركات السينمائية في هوليوود أعلنت أن أغلب إنتاجاتها القادمة ستكون بتقنية الأبعاد الثلاثة.. كما يمكن لهذه التقنية الجديدة أيضا، أن تخلط أوراق مرمّمي قاعات تومي، الذين باشروا اشتراء تجهيزات عرض بملايين الدينارات، لا تتماشى مع ثورة الأبعاد الثلاثة التي فجّرها كاميرون ونظراؤه.. لذلك، قد نقرأ على واجهة القاعات الجزائرية المرمّمة في السنوات القليلة القادمة، عبارة “القديم بثّوا والجديد ما تقدر عليه”.. ويومها فقط قد نتساءل: مادامت الترميمات التي أعلنت عنها تومي لاتزال على قيد التنفيذ، ومادامت أموال التجهيز لاتزال في جيوب أصحاب الملف الوزاري، لماذا لا نشتري البعد الثالث لقاعاتنا؟ أم أن عقليّة حفر قنوات الصرف بعد تعبيد الطريق قدَرٌ جزائريٌّ محض !!؟؟