تشهد شوارع وادي سوف حركية كبيرة التي يصنعها صبية وهم يجرون فرحا بالمولد متجهين صوب المساجد، بعد أن جمعوا كميات كبيرة من المفرقعات ليتسلوا بها هناك، كما تسمي العائلات اللاتي ترزق بصغير أيام المولد النبوي “المولدي” أو”ميلود“ أو”مولود” تبركا بهذا اليوم يحتل الجانب الديني حيزا كبيرا من الإحتفالات بحكم أن المناسبة دينية في الأصل، حيث تبدأ أغلبية المساجد، خاصّة المساجد التابعة للطريقة التيجانية في ترديد قصائد البردة والهمزية للشيخ البصيري، مع بداية شهر ربيع الأول إلى غاية ليلة المولد. أما في صبيحة يوم المولد النبوي الشريف، فتتم قراءة كتاب عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من ولادته المباركة حتى وفاته عليه السلام بأسلوب قصصي مشوق، يمزج بين النثر المسجوع والشعر المقفى الموزون. فرحة بختان الأطفال الصغار تكثر خلال هذه المناسبة، في منطقة وادي سوف، حفلات ختان الأطفال. وما يميزها في هذه المنطقة أن العائلة تقوم بالإعلان والإشهار للختان من خلال ما يعرف محليا ب”الراية” وهي عبارة عن قصبة من الخيزران تعلّق عليها خيوط من الصوف ملونة بالأخضر والأحمر والأبيض، وتصبغ هذه الخيوط بالحناء ثم ترفع فوق مسكن الطفل الذي سيختن. ويتم ختان الأطفال في وادي سوف قبل شروق الشمس، وتقوم النسوة المدعوات إلى بيت الطفل الذي سيختن بكسر عدد لا يستهان به من الأواني الفخارية أثناء عملية الختان، وذلك كي لا تسمع أم المختن صراخ ابنها. كما تحضّر الأسر السوفية في حفلات الختان “الرقاق” إضافة إلى الحلوى والبيض المسلوق، ويتم توزيعها على المدعوين، ويلبس الطفل لباسا خاصا بالختان وتخضب يداه ورجلاه بالحناء، ويزين صدره ببعض الأغراض طردا للحسد والعين، كالسيوف والأيدي الفضية الخماسية الأصابع.