قال مصدر في الإمارات مطلع على التحقيقات في اغتيال محمود المبحوح، القيادي بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، أول أمس الثلاثاء، إن الإمارات العربية المتحدة حددت أربعة آخرين يشتبه في ضلوعهم في اغتيال المبحوح كانوا يحملون جوازات سفر بريطانية وإيرلندية مزورة ذكر مصدر أن "الإمارات تعرفت على بريطانيين مشتبه بهما يحملان وثائق سفر بريطانية وأبلغت في إطار التحقيق الجاري الحكومة البريطانية بهذه المعلومات". وأضاف أن اثنين آخرين من المشتبه بهم يحملان جوازي سفر إيرلنديين. إلى ذلك، كشف مصدر سياسي أوروبي خبير بالقضايا الأمنية أن إسرائيل اختارت جوازات الدول الأوروبية بعناية فائقة، حيث راعت تلك الدول التي تدرك أن قضاءها سوف لن يفتح تحقيقا قانونيا لمتابعة مستعملي الجوازات في حالة اتهام الموساد. وركزت الموساد على بريطانيا وإيرلندا وألمانيا والنمسا وفرنسا، حيث يوجد تعاطف مع إسرائيل ومن المؤكد أن القضاء هناك لن يذهب كثيرا في متابعة الموساد. ويبرز المصدر أن إسرائيل تفادت دولتين رئيسيتين، إسبانيا وبلجيكا، مشيرا الى أنه في حالة ما إذا كان فريق الموت قد استعمل جوازات البلدين لكان القضاء الإسباني أو البلجيكي قد فتحا تحقيقا ضد إسرائيل ولقاما باستدعاء المسؤولين في تل أبيب لتقديم توضيحات أمام قضاة التحقيق. يذكر أن القضاءين الإسباني والبلجيكي، كانا قد حاولا محاكمة عدد من المسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأسبق، أرييل شارون، بتهمة جرائم ضد الإنسانية، ومازالت بعض الملفات مفتوحة في المحكمة الوطنية الإسبانية ضد عسكريين إسرائيليين. في الوقت ذاته، يبرز المصدر أن أغلب أفراد الموساد الذين نفذوا عمليات الاغتيال توجهوا في رحلات نحو دول أوروبية عبر قبرص وأثينا قاصدين عواصم مثل روما وباريس وبروكسيل وبعدها قد يكونون مكثوا ساعات في هذه العواصم وغادروها بجوازات وبهويات مختلفة متوجهين نحو إسرائيل في محاولة لطمس أي أثر لهم. وهذا يعني أن مطارات هذه الدول تحتفظ بأشرطة فيديو وصور بعض عملاء الموساد، والمنطق الأمني الدولي يتطلب تقديمها للأنتربول. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد نددوا باستعمال جوازات سفر أوروبية في عملية اغتيال المبحوح، بينما لم يعلن وزراء الداخلية في الاتحاد عن إجراءات تحقيق ومن ضمنها متى وصل عملاء الموساد الى العواصم الأوروبية قادمين من دبي.