شارك آلاف المواطنين، الذين قدموا من الساورة ومختلف مناطق الوطن، أول أمس، في احتفالية “الفزعة “ التقليدية في بني عباس ببشار. ونشطت هذه الاحتفالية طوال الليل حوالي 30 فرقة من فرق البارود للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. وتكتسي هذه العادة العريقة التي تميز هذا الاحتفال أهمية بالغة عبر الوطن، بالنظر إلى الأعداد الغفيرة من المشاركين و الزوار. ونُظمت بهذه المناسبة الدينية عدة نشاطات دينية وثقافية وشعبية بالتنسيق مع بلدية بني عباس والجمعيات المحلية ومختلف الزوايا ومساجد المنطقة. وقبل بدأ الاحتفال، أدت فرق “الحضرة” التابعة للزوايا بالمنطقة مدائح دينية وكذا أناشيد وقصائد دينية وخاصة “البردة”، تحت إشراف العديد من شيوخ الزاويا والمدارس القرآنية بالولاية. ولا تزال هذه الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف في بني عباس محافظة على أصالتها، بفضل إسهام المواطنين الذين يشاركون سنويا في هذه الاحتفالات من خلال استقبال وإيواء الزائرين، كما جرت عليه العادة. وتمثل هذه المناسبة فرصة لتحضير أطباق من الكسكسي المزين باللحم والخضر خلال هذه الأمسية، تعبيرا عن الترحيب والمشاركة. وتحضيرا لهذه المناسبة يتم دهن واجهات المنازل والمساجد والزوايا ببني عباس وبقية المناطق الأخرى باللون الأبيض الذي يرمز للسلام والفرح. وتتميز الاحتفالات بمدينة كرزاز، التي أسسها الشيخ سيدي محمد بن موسى، بإقامة بعد صلاة العصر مباشرة تجمع كبير للمصلين وأتباع الزاوية الكرزازية أمام دار البيضاء مقر هذه الزوايا، قبل التوجه إلى الزاوية الكبيرة التي تبعد 5 كلم، مرددين مدائح وأناشيد دينية.