في موقف من النادر حدوثه بين الحليفين الوثيقين أمريكا وبريطانيا، اللذان عادة ما يتفقان في السراء والضراء، مع أن "الضراء" للآخرين طبعا، أصبحت السمة التي تجمعهما، مثلما تبين في السنوات الأخيرة مع تواطئهما وتحالفهما لغزو العراق، لكن عندما تختلف المصالح، تتقطع الصلات الوثيقة بين ضفتي الأطلنطي، وتغضب "الأم" السابقة و"الشقيقة الصغرى" الحالية بريطانيا ممن أصبحت "الشقيقة الكبرى" في القرون الأخيرة أمريكا، حيث قوبلت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون بأن واشنطن على استعداد "لمساعدة" بريطانيا حل خلافها مع الارجنتين حول جزر فوكلاند بانتقادات على نطاق واسع في بريطانيا ووصفت بأنها تشكل تدخلا غير مرحب به، حيث انتقدت الحكومة البريطانية تصريحات كلينتون، ونفت الحاجة للوساطة. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، غوردون براون: "نحن لا نعتقد أن ذلك أمر ضروري". من جهتها، انتقدت الكثير من وسائل الاعلام الموقف الأمريكي، حيث ذكرت صحيفة "التايمز" اللندنية فى عددها الصادر أمس إن كلينتون "صبت الزيت على المياه المضطربة" بالتصريحات التى أدلت بها خلال اجتماع فى بوينس آيرس مع الرئيسة الارجنتينية، كريستينا فرنانديز دي كيرشنير. وقالت الصحيفة إن رد كلينتون على طلب فرنانديز دي كيرشنير لقيام واشنطن بدور "وساطة ودي" يمكن أن يتم تفسيره على أنه "انقلاب دبلوماسي" لصالح الارجنتين ولكن حذرت من أنه يتعين على كلينتون "التعامل بصورة أكثر حرصا" فيما يخص تلك القضية. وتردد أن كلينتون قالت "نحن لسنا مهتمين بالقضية ولا نلعب دورا حقيقيا في تحديد ما يقرره الطرفان ولكن نحن نريدهم أن يتحدثوا ونريدهم أن يحاولوا حل القضايا العالقة بينهم ولكن إذا تمكنا من تقديم أي مساعدة للمساهمة في تسهيل مثل تلك الجهود، فنحن على استعداد لذلك". وتصاعدت حدة التوتر بين بريطانيا والأرجنتين بشأن السيادة على جزر فوكلاند مجددا بعد القرار الذي اتخذته بريطانيا مؤخرا بالتنقيب عن النفط قبالة سواحل الجزيرة المتنازع عليها. وخاضت الدولتان حربا دموية على الجزر عام 1982 أسفرت عن مقتل 649 أرجنتيني و255 بريطاني.