هناك أطراف تعمل على طمس بعض الحقائق التاريخية أكدت المجاهدة ظريفة بن مهيدي، شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي، في لقاء جمعها مع رجال الإعلام، صباح أمس، بقاعة المحاضرات بدار الصحافة "الطاهر جاووت" بالعاصمة، على وجود أطراف في السلك الحكومي تعمل على طمس بعض الحقائق التاريخية، مضيفة أن المجاهدين الذين لازالوا على قيد الحياة ليسوا من يتغاضون عن ذكر تلك الحقائق المتعلقة بمسار الثورة التحريرية ورجالها، وإنما مسؤولون سامون في قطاع الدولة.
وأبدت المتحدثة استغرابا على هامش الوقفة التاريخية، التي خصصتها رفقة زوجها المجاهد عبد الكريم حساني، بمناسبة الذكرى ال53 لرحيل الشهيد العربي بن مهيدي، تصرفات القائمين على البرمجة في التلفزيون الجزائري، من الطريقة التي تم بها بث المناسبة التي لم تتعد ثانيتين، وكأن هذا الرجل الذي أفنى حياته في حب الجزائر، وضحى بالنفس والنفيس رفقة رجال أبوا إلا أن ينذروا أنفسهم لخدمة هذا الوطن، لا يستحقون تخصيص برامج ووقفات لتذكير الجيل الجديد من الشباب الجزائري بنضالهم، الذي لازال غائبا عن الكثيرين، وأن الكثير من شباب الجيل الحالي لازالوا يجهلون حقيقة تاريخ الثورة التي ضحى من أجلها ما يزيد على المليون ونصف المليون شهيد، مؤكدة، في السياق ذاته، على أن هذا الرقم غير صحيح، وأن هناك أكثر من مليون ونصف مليون شهيد. وفي ردها على أسئلة الصحافيين حول فحوى لقائها مع الجنرال الفرنسي بيجار، الذي اعتقل شقيقها الشهيد العربي بن مهيدي في ليلة 15 إلى 16 فيفري 1957، وردود الأفعال الوطنية التي حدثت عقب تلك الزيارة، التي جرت سنة 2002، قالت المتحدثة، بأن لقاءها به كان من أجل معرفة الحقيقة، حقيقة مقتل شقيقها الذي قيل بأنه انتحر ولم يقتل، وليس من أجل البحث عن تعويضات مادية، مثلما ادعى البعض من رجال الثورة الذين مازالوا على قيد الحياة.