اليوم العالمي للأنوثة فيه تكرم المرأة ولا يهان الرجل! فيه توزع الورود على الورود! وفيه تهتم السلطة بالسوالف والقدود! والثامن مارس هو بحق عيد للنساء على الرجال. أو عيد للرجال على النساء، وحتى أننا لم نحدد من يعيّد على الآخر في هذا اليوم، فإننا على يقين بأنه عيد للاثنين على الاثنين! نعم قد لا تقدر نساء الجزائر قيمة ما حصلن عليه من مكاسب مقارنة بنظيراتهن في الوطن العربي، لأن نساء الجزائر حصلن على هذه الحقوق في المساواة مع الرجل بالتبعية، فلا تمييز بين الجزائري والجزائرية في العمل والأجر والملكية والمعاملات، عكس ما يحدث في الدول العربية التي لا تسمح للمرأة حتى بسياقة سيارة، فما بالك بسياقة بلد أو وزارة أو سفارة! وقد يأتي اليوم الذي تناضل فيه نساء الجزائر من أجل إصلاح حال اللغة العربية وحذف نون النسوة التي يستخدمها العرب القدامى والمعاصرون في جمع النساء جمع غير عاقل! فنون نسوة النساء تستخدم للبهائم أيضا! وقد قال المتبني رحمه اللّه: أتوك يجرون الحديد كأنما جروا بجياد ما لهن قوائم فنون البهائم هذه هي نون النسوة أيضا! ولا أعتقد أن المتبني لا يعرف الفرق العقلي بين نساء عصره وخيول الجيوش! نون النسوة مثلما تجمع النساء في اللغة العربية بالبهائم تجمعهن أيضا بالجمال.. فيقال: العين كأنها ميم والحاجب من فوقه نون! خاصة بعد أن أصبحت نون الحاجب النسائي يفعل بها الأفاعيل الجمالية! لكن هذا كله كوم وواقع المرأة الجزائرية كوم آخر.. فالقوانين الجزائرية التي لا تقر التمييز الجنسي عمومها بين الرجل والمرأة لم تفعل بما فيه الكفاية في الواقع الميداني.. بسبب ضعف الحركة النسوية في بلادنا وقصورها في إبراز خبرة النساء.. والحالة نفسها بالنسبة للرجال، ولكن بدرجة أقل سوءا. وقد تكون حكاية ترقية وضع المرأة بواسطة سياسة الكوطات أخطر ما يواجه المرأة في مسارها هذا.. فقد أدت حكاية الكوطات في موضوعات الشباب والعمال والفلاحين إلى كوارث سياسية ما زلنا نتجرع آثارها الكارثية على الواقع السياسي إلى اليوم.