يناشد سكان حي القالية القصديري ببلدية برج الكيفان في العاصمة، تدخل المسؤولين للنظر في قرار ترحيلهم، خاصة مع إقدام بعض العائلات بالحي على إعادة تشييد أكواخهم بطريقة البناء العادي من أجل تسوية وضعيتهم القانونية ومنحهم عقود ملكية مثلما حدث مع العديد من الأحياء القصديرية المتواجدة بتراب المنطقة. وحسب ما صرح به سكان الحي ل “الفجر”، فإن سبب إعادة تشييد سكناتهم يرجع للظروف المزرية التي عاشوها وسط القصدير وانعدام ظروف العيش، ناهيك عن حياة القلق التي عاشوها في انتظار موعد الترحيل الذي وعدوا به مرارا، غير أنه لم يجسد لحد الساعة على أرض الواقع، ما دفعهم للتفكير في سبل تحسين أوضاعهم المعيشية. وكانت البداية بإعادة تشييد أكواخهم بطريقة عادية بدل الفوضى التي كانت تطبع سكناتهم، خاصة بعد تداول الشائعات حول حقيقة بيع العقار لسكان المنطقة المقدر عددهم بأزيد من 50 عائلة لجأت للعيش في الحي بعد أن ذاقت بها سبل إيجاد سكن، أم أنها ستقوم بترحيلهم إلى السكنات التي وعدوا بها في الكثير من المناسبات إلا أنهم لم يشهدوا التجسيد الفعلي لها، خاصة وأن ملفات طلب السكن التي أودعت لدى مجلسهم لا زالت حبيسة الأدراج ولم ينظر فيها لحد الآن، على حد تأكيد سكان الحي. وأضاف هؤلاء خلال حديثهم أنهم بصدد انتظار زيارة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء لموقعهم القصديري من أجل الوقوف على حجم معاناتهم وتقديم تفسيرات حول الغموض الذي يكتنف حيهم المشيد منذ أزيد من 30 سنة لم يشهد خلالها أي تقدم، بل زاد الوضع سوءا بسبب غياب شروط الحياة الكريمة ومتطلباتها، بالإضافة إلى تدهور المحيط البيئي وانتشار القاذورات ومياه الصرف الصحي الناتجة عن التشييد العشوائي للمطمورات التي حوّلت المكان إلى قذارة حقيقية. واشتكى سكان حي القالية في ذات السياق من الوضعية الكارثية لطرقات حيهم التي لم تشهد عمليات تزفيت منذ أزيد من 30 سنة، الأمر الذي صعب عليهم المرور عبرها لا سيما شتاء حيث تجد المركبات صعوبة كبيرة في اجتيازها.