اعترف الخبير الإيطالي، كوسيمو ريسي، بأن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، وفق الرؤية الفرنسية، يعرف انسدادا على الصعيد السياسي، بسبب عدة نقائص واحتجاج الدول العربية على ما تقوم به إسرائيل في فلسطين، مؤكدا أن ”الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ساركوزي في 2007، والذي هو امتداد لمسار برشلونة، لم يف بوعوده”، وقال إن التعاون بين البلدان الأوروبية والمغاربية حول مواضيع محددة يمكن أن ينقذ المشروع. وعبر المتحدث عن أسفه لعدم عقد اجتماعات في هذا الإطار، معتبرا أن هذا التأخر يضر بتأسيس هيئات المشروع”، مؤكدا أن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، التي تم تعيينها في فيفري الفارط ”لا تعمل بعد بشكل جيد”، واعتبر أن الاتحاد من أجل المتوسط واجه نفس المشاكل التي اعترضت مسار برشلونة، خاصة مشكل منطقة الشرط الأوسط، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم قمة لرؤساء الدول في جوان المقبل ببرشلونة من أجل تحريك الوضع”. واقترح الخبير، وهو مستشار دبلوماسي لرئيس منطقة كامباني، في ندوة صحفية نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة أمس حول ”التصور الإيطالي لتطوير الشراكة الأورو متوسطية”، معالجة مشاكل معينة مثل الهجرة وإزالة التلوث بالبحار والأمن وتنقل الأفراد، وذلك عن طريق التعاون بين بلدان الاتحاد الأوروبي واتحاد المغرب العربي. وفي سياق نفيه للفكرة التي عبر عنها المشاركون في هذا اللقاء والقائلة بأن ”أوروبا تجاهلت المغرب العربي”، قال الخبير ”على العكس، لقد أبرمنا اتفاقات شراكة مع بلدان اتحاد المغرب العربي، حول التنقل الحر للرأسمال والخدمات والأملاك”، واعترف أنه بقي ”تطوير الحرية الرابعة المتعلقة بالتنقل الحر للأفراد، حيث يستدعي هذا الجانب المزيد من العمل”. ودعا الخبير دول الاتحاد الأوروبي إلى الفصل في سياسته الخارجية حيال ثلاث نقاط، وهي علاقاته مع روسيا، التي يجب أن تتجاوز المبادلات التجارية، ثم حضور الصين بمنطقة المتوسط، وأخيرا علاقاته مع البلدان المتوسطية، مشيرا إلى أن تراجع تأثير المتوسط في سياسة الاتحاد الأوروبي ”إلى موافقة هذا الأخير على انضمام 12 عضوا جديدا، أغلبهم من البلدان الشرقية”.