يرسم الآلاف من شباب بلديات جنوب ولاية سطيف، صورة سوداء قاتمة عن واقع التشغيل بالمنطقة، حيث تطوقهم البطالة من كل جانب، وتدفعهم الأوضاع للترحال اليومي والموسمي نحو المدن الكبرى طلبا للعيش الكريم لا سبيل لمن بقي قابعا بهذه المناطق سوى البحث عن مصادر رزق عن طريق ممارسة تجارة خفيفة، أو تضييع الجهد في أشغال شاقة لا تدر ما يكفي لسد الرمق، أو تضييع الوقت في التسكع بين المقاهي التي تكاد تجاور بعضها بعضا. ففي عين آزال العمل حلم، والحلم لا يتحقق من وجهة نظر المئات من الذين تحدثوا عن المحسوبية والبيروقراطية وغيرها، وقد تحدث بعضهم عن الذين يواجهون الأمرّين من أجل لقمة العيش. فقد أبدى الذين يتخذون من طاولات بيع الملابس مصدرا لقوتهم وقوت عائلتهم، استياءهم الشديد مما أسموه احتقارا وتنكرا لحقهم، فبعد أن وجد هؤلاء في طاولتهم منفذا وحيدا للقمة الحلال صار بعضهم الآن يفكر فيما لا تحمد عقباه، وهذا بسبب تعمد البعض تغيير مكان تموقعهم، حيث يقذفون من مكان لآخر بنية إبعادهم عن الحركة التجارية على قلتها، مما يحيلهم على البطالة المفروضة، وقد اتصل هؤلاء بالسلطات المعنية قصد إيجاد حل لهذه المعاناة. ولا يختلف الحال لدى سكان بلدية عين لحجر المجاورة التي تعتبر مدينة فتية، حيث هاجر شبابها لضعف مصادر الرزق، مما أدى إلى انتشار و تفاقم التجارة غير المشروعة وظاهرة “الحمالة”. ويزداد الوضع سوءا في أقصى جنوب الولاية، خاصة ببلدية بوطالب والحامة، حيث نجد هروبا جماعيا لشباب هذه المناطق نحو العاصمة ووهران بحثا عن لقمة العيش. أمام هذا الوضع لم يجد الشباب سبيلا للتخفيف من حدة المعاناة سوى اللجوء لأنظمة التشغيل المعتمدة، على غرار الشبكة الإجتماعية التي تعد الملاذ الرئيس لحوالي ألف شخص منهم، فيما وقفت الوكالة المحلية للتشغيل بعين آزال، التي فتحت أبوابها منذ فيفري 2009، عاجزة عن إيجاد حلول أمام ضغط الطلبات التي يفوق عددها ال 1000، مقابل العروض الهزيلة التي تقدمها بعض الإدارات والبلديات وكذا محاجر عين الحجر. وأسباب هذا الوضع كثيرة، أبرزها ضعف النسيج الاقتصادي بالجهة التي تفتقر لمنطقة صناعية محترمة باستطاعتها امتصاص جزء من البطالة، في انتظار أن ترى المنطقة الموعودة النور. فيما تحدث مسؤولون عن إمكانية امتصاص أعداد هائلة من البطالين إذا ما تم تحرير مشروع السقي بخرزة يوسف من قبضة مجهولة الهوية، وإذا ما بعث المنجم من جديد بمنطقة الشعبة الحمراء.. وما عدا هذا فلا حديث عن التخلص من البطالة بهذه البلدية.