تعتمد المدرسة القرآنية لمسجد عبد الله بن الزبير بالقصابي في تندوف طريقة حديثة في تلقين القرآن الكريم منذ 2000، والمنتهجة من طرف الإمام مصطفى بوشيبة تتمثل في تلقين القرآن مباشرة للتلاميذ واستعمال السبورة كوسيلة بيداغوجية جديدة في تعليم أصول الفقه والشريعة ومتون اللغة العربية والتجويد بعد الانتهاء من تلقين القران للتلاميذ بطريقة جماعية. وتهدف العملية كمنهاج اختاره الأستاذ بوشيبة لربح الوقت من جهة وتعويد التلميذ على القراءة عن طريق ما يكتب على السبورة، ويتم متابعته من طرف التلاميذ، والغاية من ذلك تعويد التلميذ على التركيز. وصرح الأستاذ أن هذه العملية منسجمة مع ما يتلقاه التلاميذ بالمدارس النظامية، وتساهم في ربح الوقت وتعظيم شأنه واستغلاله استغلالا أمثلا. ويضيف الإمام بوشيبة ل”الفجر” أن تلقين القرآن الكريم عن طريق الوسائل البيداغوجية الحديثة هو امتداد للطريقة التقليدية لتلقين وحفظ القرآن التي تركز على اللوح والقلم، وما يتخلل ذلك من جهد يقوم به المتعلم من محو اللوح والبحث عن السمخ وتحضير الصلصال إلى غير ذلك من وسائل تدريس تقليدية للوحة بطريقة الكتاتيب القرآنية القديمة. وأضاف بوشيبة أن تلقين القرآن بهذه الطريقة الحديثة هو مطلب تفرضه متطلبات العصر وفي مقدمتها ربح الوقت، لا سيما بالنسبة للتلاميذ الذين يتلقون المعارف والعلوم الدينية وتلقين القرآن في فترة وجيزة بين صلاتي المغرب والعشاء. ويأمل الأستاذ بوشيبة أن تعمم تلك الطريقة على كافة مدارس القرآن بالمدينة دون المساس بقدسية الكتاتيب القرآنية القديمة التي هي منبع المعرفة وتدريس القرآن، والتي ما تزال تشكل أحد ركائز الثقافة الإسلامية السمحة بتندوف، حيث بقي السكان يفضلونها عن أي منهاج آخر وتخرّج على الطريقة التقليدية أعداد كبيرة من حفظة القرآن والمثقفين بتندوف.