منع فيلم “الخارجون عن القانون” من دخول كان السينمائي قرار سياسي أكد الصحفي الفرنسي، كلود إيستي، أن التصريحات الفرنسية التي أساءت لجيل الثورة لا تعبر عن قناعة المجتمع الفرنسي، معترفا بقمع السلطات الفرنسية ومصادرة كل الأقلام الفرنسية، التي تناولت الثورة الجزائرية بموضوعية، وأكد أن الصحافة الفرنسية آنذاك لم تكن تنقل حقيقة ما يجري بالجزائر، ما أثر على الرأي العام في فرنسا وأوروبا. كشف أمس الصحفي الفرنسي، كلود إيستي، بمناسبة احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة، التي نظمتها السفارة الفرنسية بمركزها الثقافي بالعاصمة، والذي تابع مسار الحركة الوطنية والثورة التحريرية، بكتابات صحفية في عدد من الجرائد الفرنسية، أن التصريحات الفرنسية الأخيرة التي أساءت للثوار الجزائريين لا تعبر عن قناعات المجتمع الفرنسي بمختلف مكوناته، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، برنارد كوشنير، الذي ربط تحسن العلاقات بين الجزائر وباريس برحيل جيل الثورة. ولدى تطرقه إلى مضمون الصحافة الفرنسية إبان الفترة الاستعمارية، اعترف إيستي بتقصير الصحافة الفرنسية في تنوير الرأي العام الفرنسي والأوروبي بشكل عام، بالحقائق التي كانت تجرى في الجزائر، مستدلا بمجازر 8 ماي 1945، قائلا “إن هذه الأحداث لم تعالج في الإعلام الفرنسي بالشكل المطلوب مهنيا”. ونقل المحاضر صور معاناة الأقلام الصحفية الفرنسية التي كانت تتناول الثورة التحريرية بصدق وموضوعة، على قلتها، وقبلها الحركة الوطنية، وخاصة من قبل مختلف مصالح أمن الأقاليم الفرنسية “دي أس تي”، خاصة اليسارية منها، وأعطى مثالا على نفسه، حيث كلفته مقابلة مع رئيس الحكومة المؤقتة، فرحات عباس، وعلي بومنجل، بعين طاية، على هامش زيارته للجزائر مع الوفد الرسمي، للرئيس الفرنسي، فانسون أوريول، سنة 1949، تجريده من اعتماد نشاطات الإليزيه، ومنعه من دخول التراب الفرنسي. وقال الصحفي الفرنسي إن الإدارة الفرنسية لم تكتف بهذه العقوبات، وقامت بمصادرة وقمع عدد من الصحف التي أقرت بعدالة القضية الجزائرية في كتاباته، حيث صادرت جريدة “ليكسبريسيون” 22 مرة، و”فرانس أوبسارفاتور” 16 مرة، في الوقت الذي كانت تدعي الحرية والعدالة والديمقراطية. وفي سياق آخر، علق المحاضر لدى تطرقه إلى أسباب منع الفيلم الجزائري الفرنسي “الخارجون عن القانون” المشارك في مهرجان “كان” السينمائي، “أظن أن القرار سياسي محض”، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن الأحقاد التاريخية في الإنجازات الثقافية المعاصرة.