يعتمد غالبية سكان بلدية الروراوة، الواقعة غرب مقر ولاية البويرة بحوالي 33 كلم، على حرث أراضيهم الزراعية وخدمتها طوال أيام السنة، إذ تشتهر بإنتاج مادة البطاطا وتمثل مصدر دخل للعائلات. لكن النقائص المتعددة أجبرتهم على التفكير أكثر من مرة في ترك أراضيهم. وفي هذا السياق، أوضح مجموعة من الفلاحين وبكل مرارة في حديثهم عن الظروف الصعبة التي يزاولون فيها نشاطا فلاحيا لم يعد يغري الأغلبية من العمل بحقول الفلاحة، وأسر أحدهم بصراحة متناهية في تفكيره إلى جانب أقرانه في ترك القرى، إلا أن صعوبة الحياة جعلتهم يتراجعون عن التفكير بهذه الطريقة، مشيرا إلى تقلص فرص الظفر بمنصب شغل في جهة أخرى خارج قطاع الفلاحة وهو ما جعله يتخلى عن التفكير بهذا الأمر ويتمسك وزملاءه في المهنة بمبدأ الأرض لمن يخدمها. وقد ألقت مشكلة غياب مسالك جبلية تربط بين الحقول وقاعات تبريد البطاطا لتجنبيها التلف أو نحو الأسواق الولائية بظلالها، الأمر الذي خلف استياء واسعا وجعلهم لا يفكرون في تنويع المنتوج الزراعي، خاصة إذا علمنا أن جل الأراضي المتواجدة بإقليم ولاية البويرة وخاصة تلك الوقعة بالمنطقة الجنوبية تتميز بالخصوبة ووفرة المياه الجوفية. غير أن الواقع الذي يعاني منه الفلاحون أمام نقص الإمكانيات المادية والطرقات ساهم في رفع أسعار المنتوجات الفلاحية إلى السقف وفتح أبواب هجرة الكثيرين نحو قطاعات أقل إنتاجا كما هو الحال بالنسبة للشباب والبطالين الذين يرزحون تحت نير الفراغ القاتل في انتظار توجيه الدعم الفلاحي وفتح مسالك جبلية كفيلة برفع الغبن عن مهنة تمثل مصدر قوتهم اليومي، خصوصا إذا ما علمنا أن حملة الحصاد من المقرر أن تنطلق بداية شهر جوان المقبل. ويتوقع جني ما يزيد عن المليون و300 ألف قنطار من الحبوب مقارنة مع إنتاج الموسم المنقضي، حيث قدر بمليون و400 ألف قنطار وهو ما يسجل تراجعا طفيفا علما أن الإنتاج يتوقع أن يقارب 25 قنطارا في الهكتار الواحد.