تعرف المستثمرة الفلاحية النموذجية المعروفة باسم مستثمرة الإخوة عياد، والمتواجدة ببلدية بوڤرة بالبليدة، حالة كارثية تهدد بزوالها في فترة قريبة، جراء إنشاء محجرة في قلب المستثمرة التي كانت إلى وقت قريب جنة فوق الأرض، بالنظر إلى جودة وتنوع المنتجات الفلاحية التي تنتجها. تتعرض أشجار الحمضيات ومشاتل مستثمرة الإخوة عياد ببوڤرة إلى خطر الإندثار جراء الغبار المتطاير من المحجرة المزروعة في قلب المزرعة، بالرغم من أن القانون يحمي مثل هذه المكتسبات الفلاحية، التي بدأت تزول تدريجيا بفعل مثل هذه التصرفات غير المسؤولة. وأكدت مصادر ل”الفجر” أن الوضعية مستمرة منذ قرابة العام تقريبا، وهي الفترة التي عرفت فيها أضرارا جمة بمحيط المستثمرة في ظل تواجد الآليات الخاصة بالمحجرة في محيطها، كما أن التلوث الناجم عن المحجرة تعدى حدود مستثمرة عياد إلى المستثمرات المجاورة، وهو ما انعكس سلبا على كمية الإنتاج ونوعيته. كما أن عملية إنتاج البذور تأثرت بدورها من الوضعية المذكورة، والتي صعبت من مهمة الحفاظ على بعض الأنواع الجينية النباتية الخاصة بالمنطقة. وفي الوقت الذي كانت السلطات العمومية قد تحدثت على ضرورة حماية هذه المزارع النموذجية والرائدة، تأتي التجاوزات التي تحدثنا عنها لتعصف بكل الجهود الرامية إلى ترقيتها، والدليل على ذلك ما حدث أيضا للوادي الذي كان يمر بمحاذاة المنطقة، التي كانت عبارة عن حقول ممتدة على مساحات واسعة في العهد الإستعماري، غير أن مؤسسة أجنبية قامت في الفترة الأخيرة بعملية حفر في مجرى الوادي على عمق 10 أمتار تقريبا، حسب شهادة بعض الفلاحين، من أجل استخراج الحصى! وإذا كان هذا حال الوادي، فإن مستثمرات أخرى ببوڤرة اختفت تماما جراء التوسع العمراني وشق الطرقات، التي امتدت إلى قلب المساحات الفلاحية. فيما يتساءل كثيرون عن الكيفية التي تمكنت بها هذه الشركة الأجنبية من الحصول على ترخيص للقيام بأشغالها بهذه المستثمرة؟!