على المؤرخين والهيئات المختصة الاستثمار في الذاكرة الوطنية كحق في معرفة التاريخ دعا الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، المؤرخين ومؤسسات الدولة صاحبة الاختصاص، إلى بذل المزيد من الاجتهاد، للاستثمار الحقيقي والجاد في الذاكرة الوطنية، ودعمها في مناهج التدريس والتكوين، عملا بحق الجزائريين في معرفة التاريخ من مصادره ومرجعياته، وليس من بعض الدوائر المعروفة. وألح السعيد عبادو، خلال إشرافه على اللقاء التقويمي الرابع للمنظمة، المنعقد بولاية معسكر، على ضرورة دراسة وتشريح كافة ملابسات التاريخ، بطريقة علمية وموضوعية، ووفقا لرؤية وطنية خالصة، تهدف إلى رص صفوف الأمة، وتمجيد مآثرها، وبناء مستقبلها بسواعد وعقول وأقلام أبنائها. وأضاف الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن أجيال اليوم مثل أجيال الأمس، لها قابلية أو قناعة واحدة، تتمثل في عزة النفس، والثقة بالذات، والاستماتة في الدفاع عن وحدة الوطن والشعب، والحفاظ على المكاسب، والاستعداد لخوض معركة التنمية الوطنية الشاملة، مؤكدا أن الآباء والأمهات، أورثوا أبناءهم نصرة الحق، والتضحية في سبيل الحرية، وصون كرامة الإنسان مهما كان موطنه، أو معتقده، أو جنسه، أو لونه، وقال إن “الاستعمار أورث أبناءه الهزيمة، وحمله وزر الجرائم في حق الإنسانية وجرائم الحرب”. ودعا المشاركون في اللقاء التقويمي الرابع للمنظمة الوطنية للمجاهدين الحكومة إلى الإفراج عن مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، وعبروا عن تمسكهم بضرورة إنزال نسخة المشروع إلى البرلمان، من أجل إثرائه ومناقشته، باعتباره مطلبا شعبيا. وأوضح المشاركون الأهمية التي يكتسيها المشروع كونه سيمكن من الرد على فرنسا، ومختلف الجرائم التي ارتكبتها خلال الحقبة الاستعمارية، والضرر الذي لحق عدة أجيال من الجزائريين، مستشهدين بمجازر 8 ماي 1945، التي أحيت الذكرى ال65 لها منذ أيام. كما شدد المشاركون في هذا اللقاء على ضرورة جمع وتسجيل مختلف أحداث ومعارك جيش التحرير الوطني والثورات الشعبية في كل ربوع الوطن حفاظا على الذاكرة الجماعية.