يعيش حي 414 سكنا في مدينة تبسة منذ أشهر حصارا، نتيجة الرمي العشوائي للقمامات والأوساخ من طرف بعض السكان، معظمها من الشرفات دون مراعاة لخطورتها على صحة وسلامة العائلات، وما تسببه الأكوام الكثيرة من القمامات وبقايا الردوم الناتجة عن الترميمات التي أدخلها المواطنون على سكانتهم ورموا بها داخل النسيج العمراني للحي. لقد تحول هذا الحي إلى مكان لجمع النفايات وأوكار لتكاثر الحشرات الضارة والزواحف السامة والحيوانات الضالة المتشردة التي تتغذى على هذه الفضلات، خاصة منها الجرذان السامة والباعوض الأسود والناموس الذي بدأت قوافله تغزو العمارات بشكل فظيع وبأعداد كبيرة، واندفاعها إلى داخل أقبية العمارات والتي تغمرها المياه القذرة والمستعملة الراكدة التي لم تشهد عملية تطهير منذ سنوات عديدة. وقد تسببت هذه الأخيرة في انبعاث الروائح الكريهة بمعظم العمارات. إلى جانب ذلك، الانعدام التام للإنارة العمومية، حيث جعلت الحي يعيش في ظلام دامس، وذلك منذ 2005، بعد أن قامت المقاولة التي أشرفت على إنجاز مشروع إعادة التهيئة الحضرية وتسببت في قطع الكابل الرئيسي لتوصيل التيار الكهربائي إلى الأعمدة وسلمت المشروع دون معاقبتها، بل تمكّنت من الحصول على حول بعض الأجنحة والأرصفة إلى برك ومستنقعات لتجمع المياه، وذلك في غياب المتابعة والمراقبة. ليبقى مواطنو الحي ضحايا مخلفات نقائص المشروع. وهو ماجعل سكان الحي يلجأون إلى رفع هذا الانشغال إلى السلطات والجهات المعنية، بغية التدخل ومعالجة الوضع المزري وإنقاذ المحيط العمراني والبيئي للحي من مأساة وكارثة صحية حقيقية قد تكون عواقبها وخيمة على العائلات، واتخاذ تدابير من شأنها ردع مثل هذه الظواهر التي تنامت بشكل كبير وذلك حسب ما تضمنته الرسالة الموجهة إلى السلطات المحلية والتي تحصلت ”الفجر” على نسخة منها.