الدورة الحادية عشرة.. الأرجنتين 1978 السياسة تزيد التعاسة ...وكامبس ينسي شعبه ما قاسى في أجواء سياسية أقل ما يقال عنها إنها متعفنة بعد الانقلاب العسكري الذي قاده فيديلا وأطاح بالرئيسة، إيفا بيرون، إضافة إلى اغتيال رئيس الاتحادية الأرجنتينية لكرة القدم، عمر اكتس، قبل أشهر قليلة من موعد النهائيات، كانت الأرجنتين عاصمة كرة القدم العالمية، لكن المعطيات المذكورة سابقا جعلت الكثير من الدول خاصة الأوربية تتردد في المشاركة. لحسن الحظ، سادت الروح الرياضية من البداية إلى النهاية في المدن الأرجنتينية الخمس، التي احتضنت الدورة التي شهدت مجموعتها الأولى سيطرة إيطاليا، حيث فازت بمقابلاتها الثلاث، بما في ذلك مواجهتها للبلد المنظم الذي احتل مرتبة الوصيف المؤهلة. أما المجموعة الثانية فقد شهدت أول فوز أفرو عربي في المونديال بفضل تونس التي لقّنت المكسيك درسا في أبجديات الكرة بمدينة روزاريو الصحراوية، فقبل نهاية الشوط الأول بلحظات أهدى الحكم الأسكتلندي ضربة جزاء للمكسيك، لكن في الشوط الثاني عرف طارق ذياب وزملاؤه كيف يحسمون الأمور ويسجلوا ثلاثة أهداف كاملة. قوة التونسيين أرهبت بولونيا التي لعبت ضدها بحذر شديد ولم تتمكّن من هزمها سوى بشق الأنفس وبهدف يتيم لتتأهل رفقة ألمانياالغربية، هذه الأخيرة سحقت المكسيك(6-0) لكن أمام تونس لم تظفر سوى بنقطة التعادل. أما عن المجموعة الثالثة فلم تجد البرازيل والنمسا أي حرج أمام كل من إسبانيا والسويد. وفي المجموعة الأخيرة، التي نشطها المنتخب الإيراني، فقد خرج بخفي حنين، لأن البيرو وهولندا كانتا أكثر واقعية. في الدور الثاني اجتمعت 4 منتخبات أوربية في المجموعة (ا) وانطلق المنتخب البرتغالي بالسرعة الخامسة على حساب النمسا، أما مواجهة الألمان للطليان فلم تسفر عن فائز. في اليوم الثاني تعادلت هولندا مع الجرمان، فيما منح باولو روسي الفوز لإيطاليا أمام النمسا التي أقصيت نهائيا، ورغم ذلك فقد لعبت بروح رياضية عالية أمام ألمانياالغربية، وهانز كرانكل، الذي سجل ثنائية في هذا اللقاء ليقهر الألمان ويحرمهم من المرور إلى النهائي، لتكون التأشيرة في الأخير من نصيب هولندا. أما المجموعة (ب) فقد كان الصراع بين البلد المنظم والبرازيل، فالطرف الأول استهل مشواره بفوز على بولونيا بهدفين نظيفين، أما الثاني فقد سحق البيرو بثلاثية دون رد، وعندما التقيا في المواجهة الثانية لم يتمكّن أي طرف من الإطاحة بالآخر، وكانت المقابلة عنيفة جدا، ليتأجل الحسم للجولة الأخيرة حيث كانت البداية بالبرازيل التي فازت على بولونيا (3-1)، وبعد ذلك كان على الأرجنتين الفوز بفارق 4 أهداف على الأقل لتتأهل. وهنا يتحدث النقاد عن مؤامرة حبكت خيوطها "الفيفا" مع الحكم الفرنسي المنحاز ومنتخب البيرو، الذي رفع أغلب لاعبيه أرجلهم لتفوز الأرجنتين بستة أهداف مشبوهة وتتأهل للنهائي أمام احتجاجات برازيلية لم تجد نفعا، ليكتفي السحرة بعد ذلك بالمرتبة الثالثة بعد فوزهم على إيطاليا في المقابلة الترتيبية.لتتجه الأنظار بعد ذلك إلى النهائي الذي جمع أصحاب الأرض بمنشط نهائي الدورة الماضية، وعرف خلاله كامبس ورفقاؤه كيف يخفضون حرارة أبناء الأراضي المنخفضة، خاصة في الوقت الإضافي حين تألقوا بالطول والعرض وأحرزوا الكأس الأولى في تاريخهم. باسم زغدي البطاقة الفنية للمباراة النهائية ملعب مونيو منتال ببيونس ايرس، جمهور غفير زهاء 80 ألف متفرج. الحكم: سيرجيو غونيللا (إيطاليا) الأهداف: كامبس (د37 +د104)، بيرتوني (د114) للأرجنتين نانينغا (د81) هولندا التشكيلتان: الأرجنتين: فيلول، أوليغرين، فالفان، باساريلا، تارانتيني، ارديلاس (لاروسا د65)، غاليفو، كامبس، بيرتوني، لوكيه، اورتيز (هوسمان د77). المدرب: سيزار لوس مينوتي هولندا: جونغ بلويد، جانسن (سوربير د72)، براندتس، كرول، بورتفليت، هان، نيسكنز، ويلي فان دي كيركوف، ريني فان دي كيركوف، ريب (نانينغا د58)، رينسبنريك.