الدورة الثانية عشرة - إسبانيا 1982 شلالات لم تكن في الحسبان.. ودعوات الجزائريين “تخرج” في الجرمان خلال الاجتماع الدوري للفيفا يوم 17 ماي 1979 المنعقد بمقرها الجديد، قرر الأعضاء ال21 للجنة تنظيم المونديال زيادة عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات خلال الدورة ال12 المقررة بإسبانيا. وقد تركت مسألة تحديد حجم الزيادة في عدد الفرق إلى إسبانيا وفقا لقدراتها التنظيمية. وقد جاء الرد بالموافقة على استضافة 24 منتخبا، وقد استفادت إفريقيا وآسيا من هذه الزيادة. ووزعت المنتخبات المتأهلة إلى 6 مجموعات على أن يتأهل الأول والثاني لتشكل بعد ذلك أربع مجموعات ثلاثية، ورائد كل مجموعة يتأهل إلى نصف النهائي. في المجموعة الأولى، التعادلات كانت بالجملة والفوز الوحيد كان لبولونيا على البيرو ب(5/1). وهو ما أهلها رفقة إيطاليا على حساب الكاميرون بعدد الأهداف، لتخرج الكاميرون برأس مرفوع دون هزيمة وكأحسن خط دفاعي في الدورة. أما الثانية فقد تفجرت منها أولى مفاجآت الدورة عن طريق المنتخب الجزائري الذي يشارك لأول مرة، ورغم ذلك استطاع الإطاحة بالعملاق الألماني الذي لم يتمكن من التأهل سوى بعد عملته الشنيعة المتمثلة في التواطؤ مع النمسا لإبعاد الجزائر التي خرجت من الدور الأول رغم انتصارها في مقابلتين. في المجموعة الثالثة التي شهدت مقابلة الافتتاح كانت المفاجأة بفوز بلجيكا على حامل اللقب الأرجنتيني، وهو ما يعني تكسير موضة التعادلات في لقاءات الافتتاح. وقد تمكن المنتخبان من التأهل رغم أن المجر فاز على السلفادور ب(10/1). وهي أثقل نتيجة في المونديال لحد الآن. في المجموعة الرابعة عرف المنتخبان الإنجليزي والفرنسي كيف يستغلان نقص خبرة تشيكوسلوفاكيا والكويت. وفي الخامسة، إيرلندا الشمالية تصدرت ولحقتها إسبانيا بقدرة قادر. أما المجموعة الأخيرة فقد سيطر عليها المنتخب البرازيلي الذي فاز بكل المقابلات، وتبعه الاتحاد السوفياتي. وفي الدور الثاني وزعت الفرق المتأهلة إلى أربع مجموعات كل واحدة بثلاثة منتخبات. ففي الأولى صاحب مفاجأة الافتتاح لم يفلح أمام الدول الأوروبية الشرقية، وعجز عن تسجيل أي هدف فانهزم أمام بولونيا (3/0) ثم أمام السوفيات (1/0) والمقابلة الفاصلة بين بولونيا والاتحاد السوفياتي تنتهي بالتعادل الذي أهل رفقاء لاتو. المجموعة الثانية شهدت مواجهة اصطدامية جديدة بين الألمان والإنجليز وانتهت دون فائز، لكن الألمان استدركوا الأمر عندما هزموا البلد المنظم في الوقت الذي اكتفى الإنجليز بالتعادل. أما المجموعة الثالثة فالكل حكم على إيطاليا بالإقصاء بعد وقوعها في مجموعة الموت التي ضمت معها البرازيل والأرجنتين، لكن الطليان عرفوا كيف يطوقون مارادونا ويفوزون (2/1)، والمباراة الثانية بين عملاقي أمريكا الجنوبية تنتهي لصالح البرازيل (3/1)، وهذا ما يعني أن التعادل يكفي السحرة للمرور إلى المربع الذهبي، لكن باولو روسي كان له رأي آخر، حيث قاد فريقه إلى الفوز والتأهل. أما المجموعة الأخيرة فقد عرفت سيطرة فرنسية على حساب النمسا وإيرلندا الشمالية، ونصف النهائي الأول جمع الطليان ببولونيا التي غاب عنها نجمها بونياك، وهو ما استغله المدرب الماكر بيرزوتي ليعبد لمنتخبه المرور إلى النهائي. أما المواجهة الثانية بين فرنساوألمانياالغربية فقد لعبت بإشبيليا وكانت حافلة بالخشونة والأهداف، ولأول مرة في كأس العالم يتم اللجوء إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت للألمان وأدارت ظهرها للفرنسيين الذين خسروا اللقاء الترتيبي أمام بولونيا. ومثلما استهلت ألمانيا مشوارها بهزيمة تاريخية فقد كانت النهاية كذلك، حيث أقام الطليان كرنفالا بثلاثة أهداف لتحرز كأسها الثالثة وتتعادل مع البرازيل في عدد التتويجات. باسم زغدي البطاقة الفنية للمباراة النهائية ملعب سانتياغو بيرنابيو بمدريد، جمهور غفير زهاء 90 ألف متفرج. الحكم: سيزار أرنالدو كويليو (البرازيل) الأهداف: باولو روسي (د57)، تارديللي (د69)، ألتوبيللي (د81) لإيطاليا برايتنر (د84). التشكيلتان ألمانيا: شوماخر، كالتز، شيليكتا، فورستر، فوسترن، دريلر (روباش)، برايتنر، بريغل، ليتبارسكي، فيستر، رومينيغي (مولر). المدرب: يوب درفال إيطاليا: زوف، كابريني، شيريا، جنتيلي، كولوفاتي، أوريالي، برغومي، تارديللي، كونتي، روسي، غرازياني (ألتوبيللي) (كازيو).