نزل أمر عودة عمال مركب أرسيلور ميتال إلى مواقع عملهم من قبل الأمانة العامة للمركزية النقابية ممثلة في شخص سيدي السعيد، كالصاعقة على نقابة المركب وستة آلاف عامل كانوا ينتظرون الدعم والمساندة من مركزيتهم النقابية ردا على هذا القرار الذي ما إن بلغ أسماع الإدارة الفرنسية حتى انسحبت من المفاوضات مع الإدارة الجزائرية والشريك الاجتماعي، قدم إسماعيل قوادرية استقالته للمجلس النقابي للمؤسسة محملا الاتحاد العام للعمال الجزائريين مسؤولية ما سينجر عن هذه الاستقالة، واصفا القرار الذي اتخذه سيدي السعيد بغير المؤسس، وضد مصلحة المركب والبلاد، مضيفا أن الإدارة الفرنسية دعمت قضيتها المرفوعة ضد النقابة بهذا القرار لتضييق الخناق على الأمين العام لنقابة الحجار الذي لم يكن ينتظر أن يتلقى مثل هذه الضربة من المركزية النقابية، باعتبارها أول من يجب عليه مساندة قضية العمال في حق أقرته الدولة الجزائرية لهم. وفي هذا الإطار أورد بيان وجهه إسماعيل قوادرية إلى عمال وعاملات المركب، أنه التزاما بروح الانضباط والتضحية اللذين يفرضهما الانتماء للاتحاد العام للعمال الجزائريين فإن النقابة تعلن التزامها بتطبيق قرارات الأمانة العامة للمركزية النقابية دون أن تكون هناك قناعة بها، لتعارضها مع مصلحة العمال والحق الدستوري في الإضراب، لذا تدعو النقابة جميع العمال وعاملات المركب إلى العودة للعمل. وأنهى قوادرية بيانه بتحمل المركزية لعواقب قرارها فرض وقف الإضراب، وما سينجر عنه من مستجدات، بعد استقالته من الأمانة النقابية، علما أن الاستقالة قد تحدث بأرسيلور ميتال زلزالا قويا لن تتمكن لا الإدارة الفرنسية من احتوائه، ولا المركزية النقابية التي فقدت الكثير من مصداقيتها لدى عمال الحجار، الذين ذرف بعضهم الدموع على مصنع الحديد والصلب الذي كان يوظف 21 ألف عامل، وها هو يتخبط في مشاكل النهب والاختلاسات والحڤرة في حق 6000 عامل فقط، تمكنوا من تحقيق أرقام قياسية تمثلت في أرباح معتبرة في أقل من ثلاثة أشهر جنت ثمارها اليد الأجنبية التي ساندها الاتحاد العام للعمال الجزائريين في خرجة لم تشهدها المركبات الصناعية بالجزائر من قبل.