تعرف أغلب شواطئ عنابة، منذ انطلاق موسم الإصطياف، عزوفا كبيرا للمصطافين.. حيث أحصت مديرية السياحة توافد نحو 6 آلاف مصطاف فقط خلال شهر جوان الجاري. يحدث هذا في وقت تحول فيه الإستجمام عبر شواطئ بونة إلى رحلة شاقة ومستعصية ينفر منها عدد كبير من المصطافين نظرا للهمجية والفوضى التي حولت بعض شواطئ الولاية إلى ملكيات خاصة تفرض فيها مختلف العصابات قوانينها الخاصة، بمقتضى اتفاقيات مبهمة تربطها مع المجالس الشعبية للبلديات الساحلية. يتحاشى عدد كبير من العائلات العنابية التنقل إلى شواطئ زيزي عمر وعين عشير، رغم جمالها وقربها من المدينة، ويفضلون قطع أكثر من 80 كيلومتر لقضاء نصف يوم على ضفاف شواطئ القالة والمرسى بسكيكدة، وذلك لتجنب الضوضاء التي أصبحت تطبع يوميات عنابة. ومن بين المظاهر التي أدت إلى نفور المواطنين من شواطئ عاصمة أبو مروان الشريف، تحول هذه الأخيرة إلى ملكيات خاصة تفرض فيها قلة من الشباب منطقها على جميع المصطافين، بحجة تأجير المكان بناء على اتفاقيات وعقود رسمية موقعة من قبل رؤساء البلديات، وقد أدت هذه الممارسات الفوضوية إلى نشوب العديد من المناوشات على خلفية منع بعض المصطافين من الظفر بمكان قبالة البحر مثلما اعتادوا على ذلك خلال السنوات الماضية، معتبرين أن هؤلاء المؤجرين اجتاحوا كل المساحات الأمامية ذات الأهمية البالغة وملأوها بالشمسيات والكراسي والموائد البلاستيكية التي لا تتناسق مع طابع الموقع.. أما أسعار الإيجار فتتراوح بين 500 و 600 دج. كل هذه الظروف زادتها تعقيدا الورشات المفتوحة بشاطئ زيزي عمر التي قلصت مساحات الإستجمام، بالإضافة إلى تلوث شاطئ الخروبة بمواد البناء، ما تسبب في إصابة بعض المصطافين بجروح خطيرة.