بدأ وزير الخارجية الإسرائيلي القومي المتطرف افيغدور ليبرمان أمس الاثنين جولة أولى إلى الخارج يزور خلالها أوروبا سعيا لطمأنة قادتها بشان نوايا الحكومة الإسرائيلية المعارضة لقيام دولة فلسطينية. وغادر ليبرمان إسرائيل متوجها إلى روما التي يزور بعدها باريس وبراغ وبرلين، من الثلاثاء إلى الخميس. وسيلتقي ليبرمان في روما نظيره فرانكو فراتيني ورئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني. ويلتقي في باريس وزير الخارجية برنار كوشنير وسيستقبل في قصر الاليزيه، لكن من غير المؤكد ما إذا كان سيلتقي الرئيس نيكولا ساركوزي، كما أعلن مسؤولون فرنسيون. وفي براغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، سيستقبله نظيره التشيكي كارل شفارزنبرغ، كما يلتقي في برلين نظيره فرانك فالتر شتاينماير، وقال مسؤول كبير في الخارجية الإسرائيلية إن ''الوزير سيطلب من محاوريه الأوروبيين إمهال إسرائيل بعض الوقت إلى آن تكشف الحكومة عن الخطوط العريضة لخطتها الدبلوماسية". وتوقع المسؤول ان يعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو هذا البرنامج خلال لقائه المقرر مع الرئيس الأميركي باراك اوباما في 18 ماي في واشنطن.لكن حزب كاديما الوسطي المعارض اتهم الحكومة بالمناورة، مؤكدا أن نتانياهو لا يحتاج إلى وقت إضافي. وفي هذه الأثناء، اقر المسؤول بان ''أصداء سلبية في أوروبا'' ترتفع، في أشارة إلى الانتقادات التي أثارتها تصريحات ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي المتطرف. وكان وزير الخارجية أعلن أن إسرائيل غير ملزمة بالمفاوضات التي أطلقت في نهاية 2007 من اجل التوصل إلى قيام دولة فلسطينية وقال المسؤول ''إن خطة الحكومة تقوم على مبدأين هما أولوية الأمن وتحسين وضع الفلسطينيين الاقتصادي". ولقيت هذه المقاربة انتقادات في الولاياتالمتحدة ومعظم الدول الأوروبية المتمسكة بطرح قيام ''دولتين لشعبين'' ونتيجة لهذا الاستياء، رفض الأوروبيون استئناف المحادثات حول رفع مستوى العلاقات بين الدولة العبرية والاتحاد الأوروبي. وسعى المسؤولون الإسرائيليون للتقليل من أهمية الخلافات في وجهات النظر، وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن ''الاختبار الفعلي سيكون الشهر المقبل حين يعرض افيغدور ليبرمان سياسة الحكومة خلال القمة نصف السنوية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في حضور زملائه ال.''27لكن قبل حلول ذلك الموعد حذرت إسرائيل الاتحاد الاوروبي من انه قد يعاد النظر في دوره في عملية السلام في الشرق الأوسط ان استمر في انتقاداته. وأعلن مساعد مدير دائرة أوروبا في وزارة الخارجية رافي باراك أخيرا ان ''إسرائيل تطلب من الاتحاد الاوروبي التحفظ وإجراء حوار بتكتم'' محذرا من انه ''إذا تواصلت مثل هذه التصريحات، فلن يكون في وسع أوروبا المشاركة في عملية السلام''. وصدر هذا التصريح ردا على المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر التي أعلنت أن الوقت ''لم يحن للمضي ابعد من مستوى العلاقات الحالية'' بين الاتحاد الاوروبي وإسرائيل نظرا الى الغموض المحيط بمسار عملية السلام ورفض الحكومة الإسرائيلية الجديدة الالتزام بحل على اساس دولتين.