مراقبون يشككون في علاقة التنظيم الإرهابي بأطراف استخباراتية غربية أعلن، أول أمس، مصدر أمني شمال مالي، أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تبنى الهجوم الذي أدى إلى مقتل 11 عسكريا فجر الأربعاء بمنطقة تلوقات، ولاية تمنراست، على غير عادته، بإلقاء منشورات بيان مسؤوليته عن الاعتداء الجبان في منطقة الكمين على الحدود بين مالي والجزائر. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية إن “تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تبنى مقتل 11 دركيا جزائريين، في بيان مكتوب، ألقي على الحدود بين مالي والجزائر”. وأضاف المصدر ذاته في اتصال هاتفي مع الوكالة الفرنسية” أن تنظيم القاعدة يؤكد في المنشور أنه أقدم على قتل الدركيين بهدف التأكيد على تصميمه على مقاتلة النظام الجزائري، وأنه سيواصل ذلك حتى تحقيق النصر”، الأمر الذي أكده أيضا، أحد النواب الماليين شمال البلاد، حين ذكر وجود بيان للقاعدة في المغرب الإسلامي على الحدود مع الجزائر. ويعتقد مراقبون مختصون في شؤون المنطقة أن عناصر أجنبية غير جزائرية منخرطة في التنظيم الإرهابي شاركت في العملية الجبانة، بعدما تمكن التنظيم من استقطاب عناصر متطرفة من جنسيات إفريقية من خلال إغرائهم بالأموال المحصلة من الفدى المدفوعة من الحكومات الغربية وتجارة الأسلحة والمخدرات. ويأتي الهجوم الدموي الذي تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يوما واحدا فقط بعد تصريحات قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، التي قال فيها بأن بقايا الإرهاب مخيرة بين المصالحة الوطنية أو الموت الحتمي، وإعلان وزير الداخلية عن إقامة فرق متنقلة لمراقبة الحدود لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذا وقوعه قرب المنطقة التي نجحت فيها قوات الجيش قبل أسبوع من القضاء على أربعة عناصر من القاعدة بينهم موريتاني، بالإضافة إلى مكان وقوع الاعتداء الارهابي، أي منطقة تمنراست، أين تم تنصيب في الاسابيع الأخيرة مركز العمليات المشتركة بين الجزائر وعدد من دول الجوار الجنوبي. وحسب المراقبين، فإن تلك المعطيات والأمور تطرح عدة تساؤلات وتفتح مجالا للتشكيك في أمر وجود تنظيم إرهابي في المنطقة، دون أن يكون له علاقة وطيدة مع أطراف خارجية، تعمل من أجل تثبيت حضورها في منطقة الساحل، من خلال الترويج لعدم قدرة الجزائر على قيادة دول المنطقة في حملة مكافحة الإرهاب.