عاد القلق والخوف إلى الشارع المصري بعد تضارب الأنباء حول صحة الرئيس حسني مبارك على خلفية تأجيله لاجتماعين كان مقرر أن يعقدهما الأربعاء، الأول مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، والثاني مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس. * وبينما كشفت تقارير صحفية عربية وإسرائيلية أن الرئيس سافر إلى ألمانيا لإجراء فحوصات جديدة بعد المجهود الكبير الذي قام به خلال الفترة الماضية، أكدت الرئاسة المصرية أن صحة الرئيس جيدة، وأن تلك الأخبار مجرد شائعات بدليل أن برنامجه خلال الأسبوع القادم مزدحم بالمقابلات. * وعرض التلفزيون الحكومي المصري أمس الخميس لقطات أظهرت مبارك يحضر استعراضا لسلاح الجو. * وكانت صحيفة إسرائيلية، بالإضافة إلى تقارير أخرى قد قالت أن الرئيس مبارك كان يعاني من متاعب صحية خطيرة استدعت سفره إلى باريس بعد زيارته الأخيرة للجزائر، * ونسبت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مبارك يعاني من مرض السرطان، الذي يزداد سوءاً، مشيرة إلى أن إسرائيل تتابع بقلق عميق معلومات حول تدهور صحة مبارك. * وقالت الصحيفة أن صناع القرار في المستويين السياسي والأمني في إسرائيل اطلعوا في الأيام الأخيرة على معلومات تبين منها أن مرض السرطان الذي يعاني منه مبارك ازداد سوءا وأن حالته الصحية تتدهور من يوم إلى آخر. * لكن مصادر رسمية مصرية كذبت تلك الأنباء وقالت أن زيارة نتانياهو قد تم تأجيلها إلى يوم الأحد، كما أشارت الصحف المصرية بدورها إلى أن التأجيل سببه سياسي، حيث لا يمكن أن تستقبل القاهرة نتانياهو بعد إجراءاته الاستفزازية، في إشارة منه إلى قيام السلطات الإسرائيلية بهدم ثلاثة منازل فلسطينية في القدسالشرقية الثلاثاء. وطبعا هذا مبرر غير مقنع بالنسبة للمراقبين، باعتبار أن النظام المصري استقبل مسؤولين إسرائيليين قبل وبعد الجرائم التي ارتكبوها في قطاع غزة. * وتجدر الإشارة إلى أن الحديث عن صحة الرئيس المصري تعتبر من المحظورات، وكان الصحفي إبراهيم عيسى قد أدخل السجن قبل سنوات قليلة لمجرد نشره خبرا يتعلق بمرض مبارك. * وكان مبارك (82 عاما) قد خضع لعملية جراحية في ألمانيا في مارس الماضي، ولكنه عاد إلى ممارسة مهامه الرئاسية، ومع ذلك ظلت حالته الصحية تثير مخاوف المصريين.. * وفي ظل تضارب تلك التقارير التي أصابت المصريين بالقلق، ازداد الغموض حول شخصية مرشح الحزب الوطني القادم، فرغم إعلان مبارك أنه عازم على الاستمرار في الحكم، طالما هو قادر على أداء المهام الرئاسية، أعلن مفيد شهاب أن الحزب الوطني لن يقدم مرشحه قبل منتصف العام القادم. * كما أن مسؤولا بالحزب الحاكم أكد صراحة أن جمال مبارك (46 عاما) هو مرشح الحزب القادم في حالة عدم ترشيح الرئيس نفسه. مع العلم أن معظم المصريين يرفضون التوريث، وهو ما يؤكد في هذه الحالة أن مصر ستكون مقبلة على مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات ..