ارتبطت ولاية خنشلة باعتدال جوها في فيصل الصيف نتيجة ارتفاعها عن سطح البحر، مما أدى بالكثير من سكان المناطق الصحراوية كولاية بسكرة، الوادي وورڤلة للالتحاق بها، خاصة وأنها تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، حيث تصل في بعض الأحيان 48 و50 درجة في الفترة الممتد من شهر جوان والى نهاية شهر أوت على عكس السنوات الماضية والتي كانت تشهد توافد بعض العائلات المعروفة والتي لها إمكانيات لقضاء عطلة الصيف، إلا أن هاته السنة شهدت الولاية قدوم عدد معتبر من العائلات لجأت لكراء كامل السكنات الشاغرة منذ بداية شهر جوان والي غاية نهاية شهر أوت، حيث يتزامن وحلول شهر رمضان خلال بداية الأيام العشرة الثانية منه وتفضيلهم قضاء 20 يوما من الشهر المعظم في جو معتدل بعيدا عن الحرارة الشديدة التي تتميز بها المنطقة الصحراوية. فالزائر لولاية خنشلة سوف يلاحظ حركة واكتظاظا كبيرين في حركة المرور داخل المدينة وترقيما مختلفا للسيارات من الولايات الجنوبية. كما أفادتنا مصادر مقربة أنه حاليا لا يوجد أي منزل شاغر بعاصمة الولاية، إذ تم كراؤها كلها وبأثمان معتبرة، خاصة تلك التي تتوفر على الماء والكهرباء والغاز، حيث تتراوح أسعارها بين 5 آلاف د.ج و10 آلاف د.ج للشهر الواحد. كما لجأت بعض العائلات إلى البلديات القريبة من مقر الولاية كبلدية المحمل والحامة، انسيغة، بابار وأخرى لكل من بلديات قايس، عين الطويلة، بغاي، متوسة وششار التي تبعدعن مقر الولاية بنحو 30 إلى 50 كلم. وهناك بعض العائلات ضعيفة الحال ذهبت إلى نصب خيم كما تسمى بالعامية ”بيت الشعر” في مناطق يتواجد بها الكلأ لماشيتهم بعد كرائها من أصحابها. ومن جهة أخرى، أكد لنا بعض أرباب الأسر القادمة من ولايتي بسكرةوالوادي أنهم سيقضون الصيف بمدينة خنشلة لغاية نهاية شهر أوت وأن المصاريف هي نفسها التي يمكن أن ينفقوها في منازلهم والفائدة التي يجنونها تتمثل أولا في تغيير المكان والاستراحة في موقع يمتاز بجو جد معتدل ومياه عذبة وحمامات معدنية ومناطق غابية وأماكن للراحة والاستجمام والترويح عن النفس، إضافة إلى ذلك صيام شهر رمضان في جو بارد في ظل توفر كل ظروف الحياة والمعيشة الكريمة. كما طالب بعص المواطنين من الأسرة التربوية في مدينة تڤرت بولاية ورڤلة المعنيين والمشرفين على الخدمات الاجتماعية بالتفكير السنوات القادمة في إقامة مخيمات صيفية للعائلات بولاية خنشلة مدتها لا تقل عن الشهر، بدلا من إقامتها في الولايات السياحية كعنابة وجيجل والطارف.