أسدلت المؤسسات الثقافية الستار على أكبر مهرجاناتها الفنية قبل الأوان هذه السنة بالنظر إلى اقتراب حلول شهر رمضان، إلا أن القناعة التي خرج بها المنظمون أن تظاهراتهم لاقت إقبالا جماهيريا مميزا كدليل على النجاح خاصة وأنهم راهنوا على أكبر الأسماء العربية الأكيد أن المنافسة كانت شرسة بين الأسماء المحلية فيما بينها وبين الأسماء العربية التي صنعت الحدث في مختلف المهرجانات الفنية التي نشتطتها بالجزائر بداية بمهرجان تيمقاد وجميلة ووصولا إلى سهرات الكازيف. فقد حاول الفنانون الجزائريون بكل الطرق كسب ود الجماهير لضمان استمرار ولائهم في ظل المنافسة التي واجهوها في حضرة الفنانين العرب الذي وصلوا إلى الجزائر وقد سبقتهم هالة إعلامية جعلت منهم ملوكا على عرش هذه التظاهرات الفنية دون منازع، باعتبارهم الرهان الذي عوّل عليه المنظمون لا لشيء إلا الخروج في النهاية بقناعة أن المهرجان كان ناجحا وإن تطلّب الأمر صرف كل الميزانية. وبدورهم، فقد حاول هؤلاء الفنانين تكملة المهمة من خلال تنظيم ندوات صحفية وجمع الصحفيين من حولهم للحديث عن جديدهم وقديمهم وما يحضرونه للجماهير الجزائرية مع إعطائهم المجال للحديث عن قمة ذوق الجمهور الجزائري ورقيّه، في وصلة الغزل التي تعرف مداها على المسرح، بأداء ما يريد من أغاني ولا بأس إذا تكرم عليه ببعض من جديده. التغطيات الإعلامية لمختلف المهرجانات الوطنية تنوعت بين المدح وربما الاستهجان لبعض الهفوات التي وقع فيها بعض الفنانين؛ إلا أن العامل المشترك بينها هو التركيز على الجمهور الذي وإن كان يأتي بقوة إلى كل السهرات، إلا أنه أثبت أنه بات الحلقة الأقوى في مثل هذه المهرجانات، فأصبح يعترض على الرداءة ويطالب ويرفض ويرغم الفنان على الانسحاب. وبالتالي فقد حظي الجمهور بسلطة خفية وبات اليوم يهدد عرش بعض الفنانين. وبالعودة إلى الفنانين الجزائريين، فقد أكد مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي في حوار سابق مع “الفجر” أنه لا طائل من دعوة فنانين لا يمكنهم حتى ملء الصفوف الأولى من المدرجات، إلا أن ذلك لا ينف مشاركة أسماء دعيت ك “تكملة عدد” بالنظر إلى ضعف مستواها، إلا أنها اختبأت تحت مظلة نجاح من شاركوها السهرة خاصة وأننا لم نصادف سهرة نشطها مطرب جزائري منفردا على غرار ما كان مع بعض المطربين العرب، فكانوا يتناوبون على الركح وهم يدعون الله أن يحفظ ماء وجوههم.