دعا أمس، عدد من الشيوخ والخبراء في القاهرة، الشباب المسلم لعدم الاستماع إلى الفتاوى التي تطلقها التنظيمات الإرهابية في المواسم الدينية كشهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، والتي تدعو فيها الشباب إلى القيام بعمليات انتحارية في بلادهم “للحصول على ثواب مضاعف”. وأكد شيوخ وفقهاء من مصر، أن القتل وضرب المصالح الوطنية وانتهاك حرمة دماء البشر، حرام بإجماع العلماء، بل وأن ذنب الذي يقترف مثل هذه الأعمال سيكون مضاعفا في المناسبات الدينية التي جعلها الله سببا للمودة والرحمة والهداية للمسلمين وليس لتقاتلهم، على خلفية الدعوات الكاذبة التي يطلقها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، بهدف استمالة واستقطاب مجندين وتبرئة أعمالهم، باسم الدين، من خلال بثهم الأشرطة والبيانات عبر شبكة الأنترنت، وآخرها دعوته إلى تصعيد العمليات الإرهابية ضد “المصالح الفرنسية وحكومات المنطقة المتعاونة مع الغرب”، خلال شهر رمضان وعيد الفطر. وقال رئيس لجنة الفتوى بمؤسسة الأزهر الشريف سابقا، الشيخ جمال قطب، إنه على الشباب المسلم ألا يسلم نفسه وعقله لهذا النوع من الدعوات والفتاوى التي تقوده إلى طريق مظلم وليس إلى الجنة، كما يدعي التنظيم، مضيفا أن قتل المدنيين الأبرياء مسلمين أو غير مسلمين “محرم بإجماع العلماء والمشايخ لأنه ينتهك حرمة الدماء التي حرم الله استباحتها بصفة عامة والدم المسلم بصفة خاصة”. ونصح الشباب بأن أن يسألوا أهل الفقه في أحكام الجهاد، وقال إن “سبل الجهاد كثيرة من ضمنها تغيير المنكر باللسان والقلب”. من جهته، أكد الداعية خالد الجندي، أن دماء المسلمين والمدنيين بشكل عام، حرام في كل وقت وكل مناسبة، بل إن ذنبها مضاعف لأن أثرها مضاعف على العباد، وقال “إن هذا النوع من الفتاوى ليس له علاقة بالدين الإسلامي وليس له أسس شرعية”، محذرا الشباب من مغبة استقاء الفتاوى من الأنترنت، بالقول “إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الشباب يستقون مثل هذه المعلومات والفتاوى عبر شبكة الأنترنت دون التأكد من صحتها عن طريق رجال الفقه والشريعة”، ودعا الشباب إلى التركيز على العمل ل”بناء أوطانهم وتغييرها بالعلم وليس بالعنف الذي سيكون سببا في قتل الشيوخ والأطفال والنساء الأبرياء الذين حرّم الدين الإسلامي قتلهم واستباحة دمائهم”.