أكد سفير الجزائر بالمملكة العربية السعودية، لحبيب آدمي، أمس، غموض قضية المعتمرة الجزائرية، التي يدور حديث عن تعرضها للاغتصاب ورميها من أعلى فندق إقامة عائلتها، حيث نفى والد الضحية فرضية الانتحار، مثلما تحاول بعض الأطراف السعودية الترويج له، فيما أحالت السلطات الأمنية السعودية الملف على القضاء. وصف ممثل الدبلوماسية الجزائريةبالرياض، حادثة مقتل المعتمرة الجزائرية، سارة الخطيب، ب”الغامضة”، حتى لدى جهات الاختصاص، في إشارة منه إلى السلطات الأمنية والقضائية السعودية، مؤكدا أن مصالحه تثق في السلطات السعودية لفك خيوط الجريمة وإنصاف الضحية وأهلها، وفق ما نقلته مصادر إعلامية بعد انتهاء التحقيقات. من جهة أخرى، جدد ولي الضحية، بومدين الخطيب، نفيه فرضية سقوط ابنته أو إلقاء نفسها بمحض إرادتها من الطابق السادس عشر، كما تريد بعض الأطراف الترويج له، خلافا لما أثبتته التقارير الأولية مباشرة بعد الواقعة الذي اهتز لها الحرم المكي، وتساءل “كيف تسقط طفلة من الطابق السادس عشر دون أثر لقطرات دم، ودون أن ينكشف جسمها أيضا”، ما جعله يجزم “بوجود شخص وراء الحادثة طمس آثار الجريمة الشنعاء، ونجح في حبك سيناريو مفبرك”. وتأتي الردود في وقت لم تكشف فيه السلطات الطبية بمكة، نتائج تشريح الضحية وتقرير الطب الشرعي، الذي شرع في خبرة ثانية منذ يوم السبت، وهي النتائج التي تبني عليها مصالح الداخلية السعودية ملابسات القضية، التي عجلت بمصالح الرياض للتفكير بعصرنة وسائل المراقبة بالحرم المكي المقدس. وكان المتهم الرئيسي في القضية، حسب ما نقلته الصحافة السعودية، اعترف خلال أطوار التحقيق بعلاقته بالضحية، مؤكدا أنه اختلى بها في غرفة من غرف الطابق السادس عشر للفندق التي كانت تقيم به الفتاة، وصرح أنه طلب من الفتاة الهروب فور قدوم أحد مواطنيه ودخل معه في شجار، فرمت بنفسها من طابق الغرفة، وهو ما يصب في سياق فرضية الانتحار. ونقلت جريدة “الوطن” السعودية أن البحث الجنائي تمكن من الوصول إلى أحد الوافدين الآسيويين الهاربين، وتم تسليمه لمركز الشرطة تمهيدا لإحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.