من المنتظر أن يمثل غدا الاثنين، الجنرال فيليب روندو، أمام قاضي التحقيق المكلف بمكافحة الإرهاب، الذي يتابع ملف رهبان تيبحيرين، وملف الاعتداء على عمال في كراشي سنة 2002. وسيتم النظر في “ ثلاثة تقارير رفعت عنها السرية مؤخرا، تتعلق بملفات تجسس”، وهي تقارير كتبها الجنرال فيليب روندو، وحاول من خلالها تلفيق التهمة لمصالح الاستخبارات الجزائرية واتهامها بالبطء في معالجة القضية والتسامح النسبي. وكان الجنرال يقوم بتدوين جميع تقاريره ونشاطاته في دفاتر صغيرة، سواء عندما كان في مصلحة الجوسسة أو عندما عمل مستشار وزير الدفاع للاستعلامات والعمليات الخاصة. وعلى صعيد آخر، كشف، أمس، فيلم فرنسي تم الشروع في عرضه على شاشات السينما الفرنسية يتناول حياة رهبان تيبحيرين الذين اغتالتهم الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” سنة 1996 بمنطقة تيبحيرين بولاية المدية، بعض مراحل الظروف التي عاشها هؤلاء، والتي يحاول الفيلم التأكيد أنها ماتزال غامضة، من خلال سرد قصة أحد الرهبان الذي كان جنديا في وقت سابق قبل أن يلتحق بالدير. ويظهر الفيلم أنه كان يتواجد ضمن هؤلاء الرهبان، القس بول فافر ميفيل، الذي كان جنديا في صفوف الكتيبة الثامنة للجيش الفرنسي بمنطقة “كاستريس” الفرنسية وشارك في حرب الجزائر، حيث تحدث عنه أحد زملائه واصفا إياه “بالمتميز، نظرا لتواضعه وبساطته ووقوفه دوما إلى جانب زملائه، حيث قام في أحد الأيام بصفته سباكا حرفيا بنزع باب لصناعة أنبوب يسمح بوصول الماء”. وقد كانت الكتيبة الثامنة للجيش الفرنسي متموقعة في أقصى الشرق الجزائري، على الحدود مع تونس، حيث تقوم بقطع الطريق أمام المجاهدين والقبض عليهم لدى محاولة العودة إلى الجزائر عبر الحدود. ويقول أحد أصدقاء القس بول، وهو مخضرم الكتيبة الثامنة للجيش الفرنسي بمنطقة “كاستريس”، لايزال يعيش في منطقة “تارن” الفرنسية، ورفض الكشف عن هويته، أن بول فافر ميفيل كان ضمن كتيبته وكان قائد فصيلة برتبة ملازم ثان، بقيادة الكابتن رينيه نيرافال في عام 1959.