يوضح القائمون على قطاع التكوين المهني بباتنة أن القفزات النوعية التي شهدها القطاع وتدعمه في السنوات الأخيرة بكثير من الهياكل بعاصمة الولاية وعديد البلديات وإقحام تخصصات جديدة على المنظومة التكوينية، أسهم كثيرا في تغيير النظرة التقليدية لمراكز التكوين المهني لدى الراغبين في الالتحاق بها وهو ما فتح الباب واسعا لالتحاق جامعيين بمراكز التكوين المتواجدة في عاصمة الأوراس. ويرى المتتبعون لشأن التكوين المهني أن استفادة القطاع خلال الخماسي الجاري من مبلغ قدره 245 مليار سنتيم من شأنه أن يساهم بقسط أكبر في التكوين ورفع المستوى. فلم تعد مراكز التكوين المهني بالنسبة إليهم الملاذ الوحيد بعد الفشل في الدراسة، بل أصبحت تمثل مطلبا حضاريا تفرضه ظروف معينة ليست بالضرورة مغادرة مقاعد الدراسة والبحث عن اتقان مهنة معينة، وهذا ما تدل عليه الأعداد المتزايدة من الطلبة الجامعيين وخرّيجي الجامعات الذين يطرقون أبواب مراكز التكوين المهني في ولاية باتنة على الأقل لتدعيم الشهادة الجامعية بشهادة تقني أو تقني سامي في تخصص معين، فضلا عن دور هذه الهياكل في تأطير نسبة كبيرة من التلاميذ المحولين إلى الحياة العملية من الإكماليات والثانويات، بما فيهم أصحاب المستوى المحدود وذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أسدلت نهاية الأسبوع الماضي بباتنة الأبواب المفتوحة على واقع القطاع لتعريف المنخرطين بالتخصصات الجديدة تزامنا وفتح 5015 منصبا تكوينيا جديدا تحسبا لانطلاق دورة أكتوبر المقبل منها 1930 منصبا للتكوين الإقامي و2260 منصبا للتمهين، والدروس المسائية 195 منصبا. وكان نصيب النساء الماكثات بالبيت 450 منصبا، علما أن عدد المكونات منهن بباتنة 3516 امرأة. ويسجل نزلاء المؤسسات العقابية حضورهم اللافت على مقاعد التكوين بالولاية بواقع 1015 نزيلا، في حين أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والعاهات المستديمة كالصم والبكم يتلقون تأطيرا في تخصصات مهنية تتماشى مع قدراتهم كالبستنة وصناعة المكانس وبعض الأشغال اليدوية. وينتظر خلال شهر أكتوبر أن يفتح المعهد الوطني للتكوين والتعليم المهني أبوابه للمتربصين بطاقة استيعابية وصلت 1000 مقعد بيداغوجي وهو ثاني المعاهد الوطنية بالولاية، يضاف إلى 18 مركزا آخر و25 فرعا وملحقا للتكوين تتوزع على عديد البلديات والمناطق النائية.