شن القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، هجوما عنيفا على حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية التحول المفاجئ في موقف الحركة بشأن التقدم في ملف المصالحة الفلسطينية. وقال الزهار: إن "الإدارة الأمربكية أوعزت لحركة فتح بالتساهل وإنجاز المصالحة وإتمام كل القضايا العالقة بين الطرفين". ويأتي هجوم الزهار في وقت قال فيه رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية: "إن المصالحة الوطنية هي الممر الوحيد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر يتطلب إرادة حقيقة بالإضافة إلى التوافق على ما يحقق شراكة سياسية وأمنية". وأضاف خلال اجتماع الحكومة المقالة: "إننا إذ نرحب بالحراك الإيجابي الأخير للمصالحة فإننا نؤكد أننا سنبذل جهدنا للوصول إلى مصالحة وطنية حقيقية مستقرة". وأوضح هنية أن خيار المصالحة هو خيار استراتيجي، وليس من مصلحة أحد أن يستمر الانقسام. وجاء تعهد حماس بالوصول إلى مصالحة حقيقية بعد أيام من اتفاقها مع حركة "فتح" في دمشق، في اجتماع ضم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بعضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، مسؤول ملف العلاقات الوطنية في الحركة، حيث توصل الطرفان إلى اتفاق حول 3 قضايا عالقة من أصل 4، وهي الانتخابات ومحكمة الانتخابات ومنظمة التحرير، بينما ظلت قضية الأمن معلقة حتى اجتماع آخر يعقد في دمشق في الأسبوع الأول من الشهر القادم. وأكد الأحمد أمس، خلال اجتماع للبرلمان العربي في سورية، أن أبواب المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية فتحت على مصراعيها. وأوضح أنه بعد الاتفاق على النقطة الرابعة والأخيرة التي تتعلق بمسألة الأمن الداخلي وإعادة تشكيل وبناء الأجهزة الأمنية، سيتم التوجه إلى القاهرة للتوقيع على الورقتين "المصرية" و"الفلسطينية - الفلسطينية" لتنتهي بذلك مسألة الانقسام الفلسطيني. من جهة ثانية، طالب الزهار السلطة بالانسحاب الفوري من المفاوضات، وقال الزهار: "إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد أوعز لحركة حماس تنفيذ عدد من العمليات العسكرية في قلب الدولة العبرية، وذلك بعد أن شعر بفشل تفاوضه مع حكومة الاحتلال آنذاك". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن الزهار، قوله: "توجه الرئيس الراحل ياسر عرفات للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي هو خطأ فادح وخطوة تكتيكية خاطئة أدت إلى مقتله، ويجب على حكومة رام الله التراجع الفوري والانسحاب من المفاوضات الجارية حاليا". واتهم الزهار السلطة الفلسطينية وقيادة فتح بإمكانية التخلي بكل سهولة عن حق العودة واللاجئين، وقضايا أخرى أثناء المفاوضات، كما اتهمها بمواصلة التنسيق الأمني القائم على استئصال المقاومة. وقال إن ذلك التنسيق "بدأ يجني ثماره باغتيال القادة وأبناء حماس بالضفة الغربية".