أكد المختصون المشاركون في مؤتمر أثينا لعلاج الهيموفيليا، الذي جرت فعالياته من 30 سبتمبر إلى غاية 2 أكتوبر، على ضرورة تطوير أدوية من شأنها التخفيف من معاناة المرضى وتحسين نوعية حياتهم، حيث ناقش المتدخلون أحدث التطورات في مجال البحوث المتعلقة بمعاملة وعلاج المصابين بنزف الدم في مركز الاهتمام في أثينا وحمل اللقاء الدولي شعار “لا ينبغي فقط البقاء على قيد الحياة، بل عيش حياة ذات نوعية”. وتم تنظيم هذا الحدث من قبل المختبر العلمي باير شيرينغ فارما الذي جمع 380 ممارسا ومتخصصا من 20 دولة مؤطرين من طرف 25 رئيس. وكشف المختصون عن وجود 1600 مريض في الجزائر يوجد حاليا حسب ما حددته الرابطة الجزائرية لمرضى الهيموفيليا، لكن يوجد أكثر من 3000 شخص يعانون من هذا المرض بشكل وراثي، والذي كان سببه وجود عيب في إنتاج عامل تجلّط الدم أي العامل الثامن “الهيموفيليا أ” والعامل التاسع عامل “الهيموفيليا ب” وهذا النقص الذي يمكن أن يسبب إعاقات خطيرة للمرضى. وأكد المختصون أن العلاج سيعرف تحسنا ملحوظا في الجزائر بفضل “كوجنات” هذا الدواء الذي أثبت فعاليته في جميع أنحاء العالم وذلك بعد عشرين سنة من الاستخدام، حيث إن إدارة هذا الدواء مضاد الناعور “المؤتلف”، أي المهندس وراثيا ليس مستمدا من بلازما الدم، لتقليص خطر العدوى حسب ما أجمع عليه في هذا المؤتمر المكرس للتقدم الطبي في مجال مكافحة الهيموفيليا. وفي الوقت الحالي، العلاج يتركز على إدارة عامل تجلّط الدم من المرضى، في عداد المفقودين من البلازما من المتبرعين بالدم لعلاج النزيف. وتدار العلاجات تقليدية للغاية في أغلب الأحيان من قبل المرضى أنفسهم، عن طريق حقن في الوريد عدة مرات في الأسبوع لوقف النزيف أو تفادي حصوله، وهذا يعني أن تعاطي الأدوية من باب الوقاية. في مجال البحوث قامت المختبرات باير شيرينغ فارما حاليا بتحسين الرعاية لدواء “كوجنات” من أجل التوصل إلى حقنة واحدة في الأسبوع لتحسين حالة المريض. ومن جهة ثانية، يتم تطوير أدوية تتناول عن طرق الفم، وقد لاحظ الباحثون الحاضرين في المؤتمر أثينا لتبادل آخر التطورات في مجال التكفل بالمرضى، وقد تمت المرحلة الأولى بنجاح، والمرحلة الثانية انطلقت في جوان الفارط، حيث يركز البحث على اثنين من الجزيئات التي لها تأثير على راحة المريض ونوعية حياته.