أصبحت النقوش الحجرية ببلدية تيوت، التابعة إداريا لولاية النعامة، في الآونة الأخيرة، عرضة للتخريب والتشويه. وقد أبدت عدة جمعيات تأسفها وامتعاضها من هذا المآل لشواهد المنطقة وفي هذا الصدد أشار بعض المختصين إلى أن المعالم الأثرية بتيوت، أضحت مهددة بالضياع والزوال، إن لم تسارع السلطات الوصية لأجل حمايتها. ويعود تاريخ اكتشاف النقوش الصخرية بمدينة تيوت، والتي تعتبر من روائع الفن البدائي العالمي، إلى 25 أفريل 1847 من طرف البعثة الإستكشافية الفرنسية؛ حيث شملت الجدارية الشهيرة التي تحمل اسم ”قصة صيد”، وطولها 19 مترا، والتي تروي حكاية الصراع من أجل البقاء في هذه المنطقة منذ أكثر من ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد. كما تم اكتشاف النقوش الصخرية بالأطلس الصحراوي التي تبقى بحاجة إلى رعاية واهتمام كبير لحماية هذا الإرث التاريخي النادر. و تروي تلك النقوش الصخرية قصص وحكايات السكان القدامى الذين استوطنوها.. فبوسائل بدائية بسيطة وبذكائهم أبدعوا في ابتكار تقنيات تعتمد على الرموز، هذه الأخيرة التي حاولوا من خلالها نقل جانب مهم من يوميات حياتهم التي ارتكزت على الصيد بالدرجة الأولى، كما أبرزوا الطقوس التي مارسوها في احتفالاتهم وأحزانهم، والوسائل التي استعملوها في حروبهم دفاعا عن الوطن.. لتشكل بذلك منظومة اتصالية تضمن الترابط والتواصل بين الأجيال التي عمّرت بالمكان على مر الزمن، وشاهدا ماديا على جذور المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ. غير أن بعض النقاط باتت تعرف حالة متقدمة من الإهمال والتعدي الصارخ على ذاكرة المكان، الأمر الذي يستوجب تدخلا سريعا للجهات المسؤولة، حفاظا على الموروث الثقافي والتاريخي الجزائري من الزوال.