اتحادية أعوان الحماية المدنية تتمسك بالاحتجاج نهاية الشهر الجاري يشهد قطاع الحماية المدنية غليانا كبيرا بعد التعسف الذي أضحى يطال الأعوان، الذين جردوا من مهامهم الحقيقية التي توكل إليهم عند نشوب حرائق أو حدوث كوارث طبيعية وغيرها، بعدما حولوا، مجبرين، حسب الاتحادية الوطنية لأعوان الحماية المدنية، إلى بنائين وعمال نظافة وصيانة داخل الثكنات، وإصلاح السيارات من مرتباتهم، بعد التهديد بالوقف، ما دفع بهم إلى التمسك بتنظيم احتجاج في ظل تراكم المشاكل الاجتماعية المهنية. أفادت الاتحادية الوطنية لأعوان الحماية المدنية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية “السناباب”، أنها تتمسك بالوقفة الاحتجاجية التي أعلنت عن تنظيمها خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الجاري، أمام المديرية العامة للحماية المدنية، بعد أن أصبحت أوضاع الأعوان أكثر سوءا من قبل، مثيرة وفي بيان لها استلمت “الفجر” نسخة منه، قضية الاستغلال والحڤرة التي مست العديد منهم على مستوى بعض الثكنات. وقال رئيس الاتحادية، مراد شيكو، في تصريح ل “الفجر” أن أعوان الحماية المدنية يعانون الأمرين، جراء تراكم المشاكل الاجتماعية والمهنية، بالإضافة إلى هضم حقوقهم إما على مستوى عدد الساعات التي يكلفون بها، دون تعويضها، في إشارة منهم إلى 80 ساعة إضافية شهريا دون أن يتلقوا عليها أي أجر ومشاكل القانون الأساسي، وملف المنح والعلاوات الذي لم ير النور بعد، ناهيك عن ملف الموقوفين عن العمل بسبب النشاط النقابي، وجدوا أنفسهم يؤدون أعمالا لا تمت بصلة لمهامهم الأصلية كرجال إطفاء وتدخل لإنقاذ حياة الأشخاص والممتلكات، في حالة نشوب حرائق، وحدوث كوارث طبيعية أو حوادث بمختلف أنواعها. وانتقد المتحدث بشدة الإهانات التي أضحت تطال الأعوان، بعد إجبارهم، على البناء وطلاء ودهن الثكنات، على غرار ما يحدث بالولاياتالشرقية، فيما حول آخرون إلى أعوان نظافة داخل مؤسساتهم وبستانيين مكلفين بقطف الحشائش الضارة، داخل وخارج الثكنات، حسب الحقائق المؤسفة التي نقلها، على حد قول شيكو، ممثلو الولايات وكشفوا عنها في اجتماع الاتحادية يوم الأربعاء المنصرم. وأوضح مراد شيكو أن التجاوزات وصلت إلى حد مطالبة الأعوان بإصلاح السيارات من مرتباتهم بولاية الجزائر مثلا، وقضية توقيفات الأعوان وهم في عطلة، في إشارة بالخصوص إلى ولاية تلمسان، حينما تم طرد عون حماية مدنية تعسفا، رغم انه كان في إجازة، بعد أن اشتكت السلطات العمومية أنه قام بتنصيب خيمة يسكن بداخلها في إحدى المناطق لتحسيس السلطات، وتقديم المساعدة له لإيجاد مسكن بعد فقدان مقر سكنه، ليجد نفسه مطرودا من العمل دون أي سبب. ونقل شيكو تذمر وسخط أعوان الحماية المدنية جراء التعسفات الكبيرة الصادرة عن مسؤولي الثكنات، ما أحدث غليانا وتوترا حادا بالقطاع، في الوقت الذي تتكفل مختلف القطاعات الأخرى بتحسين الظروف المعيشية الاجتماعية والمهنية لموظفيها على غرار سلك الشرطة، مؤكدا أن الانسداد وغلق أبواب الحوار مع الإدارة دفعهم إلى خيار الاحتجاج، الذي يبقى الطريق الوحيد للتعبير عن عدم رضا الأعوان وتبليغ الإنشغالات إلى السلطات العليا.