اشتكى تلاميذ بعض المؤسسات التربوية بولاية برج بوعريريج، من المنخرطين في نظام نصف الداخلي البعيدين عن مقر سكناهم، من الوقت الذي يقضونه في الخارج فور الفراغ من وجبة الغذاء المدرسية إلى غاية دخول الوقت الرسمي لعودتهم إلى الدراسة، بحيث يواجه معظمهم مشكل غياب الملجأ الذي يقصدونه، خلال هذه الفترة، ما يدفعهم إلى التسكع حتى يحين موعد الدخول الأولياء من جهتهم لم يجدوا حلا يرفع عن أبنائهم هذه المشقة، فبعد الارتياح الذي لاقته عائلات هؤلاء التلاميذ نتيجة وجود مطاعم مدرسية تجنبهم شراء المأكولات السريعة أو قطع المسافات الطويلة نحو المنزل، وما ينجم عن ذلك من تأخر وبذل مال، اصطدم الأبناء إلى جانب أوليائهم بأزمة التسكع في الطرقات طوال هذه المدة بسبب أن بعض المؤسسات التربوية تعمد إلى تسريح الذكور دون الإناث، فيما تقوم بعض المؤسسات بتسريح كليهما وتقوم أخرى بالاحتفاظ بجميعهم. وفي سياق متصل، تعاني معظم الأقسام التربوية بجميع الأطوار التعليمية، خاصة أقسام الطور الابتدائي، بالبرج من الاكتظاظ الخانق تبعا للأعداد الكبيرة للتلاميذ، إذ يصل عددهم في القسم الواحد في بعض الأحيان إلى أكثر من 50 تلميذا، وهو الأمر الذي بات يؤثر على السير الحسن للحصص التعليمية وينعكس سلبا على المردود الدراسي للمتمدرسين. هذا المشكل مس على وجه الخصوص بعض المناطق والأحياء التي عرفت توسعا عمرانيا، على غرار حي 750 مسكنا و473 مسكنا وكذا السكنات التساهمية الواقعة بمحاذاة طريق زمورة، إلى جانب التجمع السكاني بعوين زريقة، الذي عرفت المدرسة الوحيدة به استقبال وفود كبيرة من أبناء المستلمين لسكناتهم الاجتماعية بالتجمع، خلال الأشهر الماضية، ما جعل الأقسام تعجّ بالتلاميذ وغير كافية لاحتواء مثل هذا العدد. السلطات المختصة بالولاية، وبهدف القضاء على الظاهرة مستقبلا، برمجت مشاريع في هذا الصدد لتخفيف الضغط وفك الخناق الذي بات يغزو مختلف المدارس المنتشرة عبر تراب الولاية، حيث استفادت بلدية برج بوعريريج من 7 مجمعات مدرسية في إطار المخطط الخماسي الثاني، سيتم إنجازها قريبا عبر إقليم البلدية بالتركيز على المناطق التي شهدت زحفا عمرانيا، وقد خصص لهذا الغرض غلاف مالي معتبر، كما تمت المباشرة في دراسة هذه المشاريع حتى تنتهي الأشغال بها قبل بداية الموسم الدراسي القادم.