شرعت، مؤخرا، مديرية النشاط الاجتماعي لولاية سيدي بلعباس، بمعية المصالح البلدية، الحماية المدنية، مصالح الأمن والكشافة الإسلامية الجزائرية، بحملة واسعة لانتشال الأشخاص بدون مأوى من شوارع المدينة. هذه الأخيرة التي أضحت تعج بالمشردين القادمين من ولايات مختلفة، خاصة أولئك المصابين بالإضطرابات العقلية، والذين يشكلون خطرا حقيقيا على المارة. العملية التضامنية هذه مكنت، خلال الساعات الأولى من اليوم الأول، من العثور على أربعة أشخاص كانوا يفترشون “الكارتون”، وقد تم تحويلهم مباشرة إلى مركز المتخلفين ذهنيا وحركيا الكائن مقرة بحي سيدي ياسين، أين تم التكفل بهم قبل أن يوجهوا إلى دار العجزة بعد التحقيق في وضعيتهم الإجتماعية، في حين تم تحويل آخر إلى مصلحة الأمراض العقلية بصفته مختلا عقليا ويعاني من اضطرابات حادة. وقد تم خلال الأسبوع المنصرم انتشال أربعة أشخاص آخرين من شوارع المدينة، وتم تحويلهم إلى نفس المركز بعد أن تبين أنهم يعيشون مشاكل عائلية عويصة. وحسب مصادر من مديرية النشاط الإجتماعي، فإن مصالحها ستواصل عملها الإنساني طيلة فصل الشتاء بحثا عن الأشخاص بدون مأوى بهدف إنقاذهم من برد الشتاء القارص، وحالة البؤس والجوع، إذ ستركز في حملاتها على أهم مناطق تجمع المشردين، على غرار الساحات العمومية بوسط المدينة كساحة أول نوفمبر، أمام المساجد والأسواق وكذا مكاتب البريد ومحطات المسافرين، على أن تقوم بحملاتها في ساعات متأخرة من الليل لتتمكن من انتشال المشردين الحقيقيين الذين ينتشرون بشكل كبير طيلة النهار ويختفون في الفترة الليلية.