بعد مرور سنة عن الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها السينما الجزائرية، من قبل القائمين على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته ال33، بعد إلغاء تكريم السينما الجزائرية في حفل الاختتام كما كان مقررا، ها هي محافظة المهرجان في دورته الجديدة التي ستنظم في الفترة الممتدة ما بين 30 نوفمبر الجاري وإلى غاية 9 ديسمبر الداخل تخلق الجدل مرّة أخرى بعد إعلان الموقع الرسمي للمهرجان عن مشاركة الجزائر في الدورة ال34، فيما لم يشمل البرنامج التفصيلي للمهرجان لحدّ الساعة أي تفصيل عن طبيعة المشاركة الجزائرية في هذه الطبعة. إلى غاية كتابة هذه السطور، لم يدرج اسم أي ممثل أو مخرج أو منتج أو فيلم جزائري في برنامج الدورة الحالية التي لا لم يتضمن برنامجها ذكر اسم الجزائر، لا في الندوات التي ستقام بالموازاة مع الطبعة الجديدة من المهرجان ولا في المسابقات الخاصة بهذه الدورة، كما نقلت عدة صحف ووكالات أنباء مصرية وعربية، أخبارا عن غياب الجزائر عن هذه الدورة ومقاطعة المصريين للسينما والسينمائيين الجزائريين تماما، كما حدث في حفل اختتام الدورة الفارطة من المهرجان الذي كانت فيه الجزائر ضيف شرف إلى غاية ال 18 من نوفمبر 2009، وهو التاريخ الذي شهد إقامة المباراة التاريخية الفاصلة بين المنتخب الوطني ونظيره المصري بالعاصمة السودانية الخرطوم، والتي انتهت بإقصاء المنتخب المصري من التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، ما دفع بالعديد من الفنانين المصريين إلى تنظيم وقفة احتجاجية على السجادة الحمراء في ختام فعاليات الدورة ال 33 للمهرجان، بدار الأوبرا المصرية، وعبّروا عن استيائهم وغضبهم الشديد من خروج مصر من سباق المونديال، على يد الجزائريين. كما قررت إدارة المهرجان إلغاء المراسم الاحتوائية بحفل الختام، والتكريمات المختلفة، واكتفوا فقط بتوزيع الجوائز على الفائزين، فيما لم يقدموا أي شكر للجزائريين الذين شاركوا في تلك الطبعة رغم أنها كانت طبعة مرفوعة لهم، إلى درجة أن أغلب الفنانين المصريين دعوا – حينها -إلى مقاطعة كل ما هو جزائري، وهي المبادرة التي أعلن عنها عزت أبو عوف رئيس المهرجان، الذي دعا الممثلين المصريين إلى وقفة احتجاج تسبق حفل الاختتام ومقاطعة كل المهرجانات الجزائرية. على صعيد آخر، يلقى المهرجان في دورته لهذا العام، العديد من الانتقادات بعد قيام محافظة المهرجان بتكريم نفسها من خلال شعار الدورة الحالية ”مصر في عيون سينما العالم”، كما تخلت عن فكرة ضيف الشرف، وهو ما أكده رئيس المهرجان عزت أبو عوف، بعد المهزلة التي ارتكبها القائمون على المهرجان في دورته الفارطة وهذا خوفا من تكرار ما حدث سابقاً. وبالعودة إلى البرنامج الذي ستحمله الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يستمر 9 أيام ويشارك فيه حوالي 70 دولة عربية وإفريقية وأوروبية، فإنه سيضم ثلاث مسابقات هي ”المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة”، ويتنافس فيها 16 فيلما منها فيلم عربي واحد هو فيلم ”الشوق”، للمخرج المصري خالد الحجر، أما المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال، فيتنافس فيها 16 فيلما منها فيلمان عربيان هما فيلم ”متشابك بالألوان الطبيعية”، للعراقي حيدر رشيد وفيلم ”الباب”، للمصري محمد عبد الحافظ، فيما تشمل مسابقة الأفلام العربية، جائزتين كل منهما حوالي 18 ألف دولار لأفضل فيلم وأفضل سيناريو ويتنافس فيها 11 فيلما هي ”آخر ديسمبر”، للتونسي معز كمون و”الجامع”، للمغربي داود أولاد سياد و”حنين”، للبحريني حسين الحليبي و”مرة أخرى”، للسوري جود سعيد، و”حي خيالات الماتة”، للعراقي حسن علي و”ابن بابل”، لمحمد الدراجي، ”شتي يا دني”، للبناني بهيج حجيج، و”رصاصة طائشة”، للبناني الآخر جورج هاشم. كما تشارك في هذه المسابقة ثلاثة أفلام من مصر هي ”الشوق”، للحجر و”الطريق الدائري”، لتامر عزت و”ميكروفون”، لأحمد عبد الله.