جدد، أمس، الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية والأوروبية، موقف بلاده من تصريحات زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي طالب فرنسا بسحب قواتها من أفغانستان والتفاوض مع أسامة بن لادن حول الرهائن الفرنسيين الخمسة المختطفين في النيجر. وقال الناطق الرسمي للكيدورسي، برنار فاليرو، في تصريح إعلامي صبيحة أمس، إنه “يفضل التأكيد على ما قالته أول أمس، وزيرة الخارجية الفرنسية، آليو ماري، التي أكدت أن فرنسا لن تدخر أي جهد من أجل إطلاق سراح رعاياها المختطفين، وأن سياستها الخارجية لا تملى عليها من الخارج من أي كان”. وفي رده على سؤال حول ما إذا ما كانت فرنسا ستتفاوض مع زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وفق ما طالب به زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، رد برنار فاليرو، قائلا: “فرنسا تقوم حاليا بالتأكد من الصوت الذي تم سماعه عبر الشريط السمعي، لكن هذا لن يغير شيئا من سياستها التي ترتكز على القرارات السيادية التي تتخذها، والتي لن تغير شيئا من تجنيدها الدائم من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين المحتجزين عبر كامل العالم”. وعن التصريحات التي أدلى بها الوزير الأسبق، ألان جوبي، حين قال إن فرنسا بحوزتها معلومات تؤكد تواجد الرعايا على قيد الحياة، رد الناطق الرسمي للكيدورسي، أن “كل مصالح الدولة تم تجنيدها، سواء على مستوى الوزارة أو خلية الأزمة المكلفة بهذا الملف، تسعى بكل قواها من أجل الوصول إلى تحرير الرهائن المحتجزين”، ثم واصل: “في مثل هذه الحالات، يتعين الحفاظ على السرية التامة لكل العمليات، كونها الكفيلة بضمان بقاء هؤلاء الرهائن على قيد الحياة، والسماح للجهات المسؤولة القيام بالعمليات التي تسمح بتحريرهم”. وكانت الوزيرة الجديدة للخارجية الفرنسية، ميشال آليو ماري، قد صرحت أول أمس، أن “فرنسا تقوم بجميع التحركات، مستعملة نفوذها وسلطتها من أجل تحرير رهائنها ويعودوا إلى ديارهم سالمين”، وأضافت “إن فرنسا لن تقبل أن يقوم أي طرف بالإملاء عليها أو التدخل في سياستها من أي طرف كان”. وقد جاء رد فعل الدبلوماسية الفرنسية على “الرسالة التي وجهها زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، يوم الخميس، عبر قناة “الجزيرة” التي بثت تسجيلا صوتيا، يطالب فيه فرنسا بسحب جيوشها من أفغانستان”، حيث جاء في الشريط أن “من الآن فصاعدا كل مفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن في المستقبل سوف تكون مباشرة مع الشيخ أسامة بن لادن ووفق شروطه”، وأضاف المتحدث في رسالته أنه “إذا أردتم أن يبقى مواطنوكم المسجونين عندنا على قيد الحياة، عليكم بالإسراع وسحب جنودكم من أفغانستان وفق جدول زمني محدد يتم الإعلان عنه رسميا”.