دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تعزيز المبادلات الاقتصادية بين الدول العربية وبلاده التي يتعين عليها،حسب قوله، تقوية حضورها في أسواق المشرق العربي وزيادة حجم استثماراتها في المنطقة. وانتقد ساركوزي الذي كان يتحدث بقصر الإليزيه في ندوة حول العلاقات العربية الفرنسية نظمتها في معهد العالم العربي بباريس غرفةُ التجارة الفرنسية العربية بمناسبة الذكرى ال40 لإنشائها، انفراد الولاياتالمتحدة بالإشراف على ”جهود” إحياء عملية سلام الشرق الأوسط.وأوضح أن حجم مبادلات فرنسا التجارية مع الدول العربية يبلغ 50 مليار يورو، أي 15٪ من إجمالي تجارتها الخارجية، مشيرا إلى أن أربع دول عربية هي بين عشرة بلدان تسجل معها فرنسا أعلى فائض تجاري. وأضاف ساركوزي أن باريس تملك ”مواقع تجارية قوية” في المغرب العربي حيث تتصدر المستثمرين الأجانب، لكن حصصها من أسواق واستثمارات المشرق العربي غير كافية، وإن كانت ”أمامنا هوامش للتقدم في تلك المنطقة”.ورأى أن احتضان فرنسا أكبر جالية عربية في أوروبا، نحو ستة ملايين شخص، يعطي العلاقات الفرنسية ”ميزة إنسانية”، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لإدماج سكانها ذوي الأصول الأجنبية دون إهمال حاجتها إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية.وأثنى على مستوى العلاقات السياسية مع الأقطار العربية، مؤكدا أنه يجري ”مع كل مسؤولي المنطقة حوار ودي جدا يمتاز بالثقة العالية”.وأضاف ساركوزي أن العرب لديهم ”مشاعر عفوية إيجابية نحو فرنسا” نظرا ”لوضوح سياستنا الخارجية وتوازنها واستقلالها”، وانتقد ضمنيا انفراد الولاياتالمتحدة بجهود إحياء عملية سلام الشرق الأوسط، واعتبر أن المقاربة المتبعة لإيجاد تسوية ”يجب أن تكون أكثر جماعية وتعطي مكانة أكبر للتشاور”. وأكد تشبثه بأمن إسرائيل، لكنه يؤمن بعمق أن ”الأمن الحقيقي لإسرائيل يكمن في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وديمقراطية وعصرية تلتزم بحق إسرائيل غير القابل للتقادم في الأمن”.وحسب ساركوزي لا يوجد عالم عربي واحد وإنما ”عوالم عربية” متعددة، وشدّد على حرص فرنسا على بقاء ما أسماه ”التنوع” الذي ظل، حسب قوله، سمة تاريخية لهذه المنطقة، وطالب بحماية مسيحيي الشرق واحتواء الفتنة بين السنة والشيعة. من جهته أشاد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي كان بين الحاضرين، بتوصيف ساركوزي لوضع عملية السلام، وأكد أن علاقات فرنسا بالبلدان العربية ”طيبة ونشطة وواعدة أيضا”.لكن رئيس تحرير النسخة العربية لمجلة ”لوموند دبلوماتيك” سمير العيطة انتقد بشدة خطاب ساركوزي الذي ”لم يحمل أي جديد”. وأضاف أن ”روابط فرنسا مع العرب تقهقرت فعلا في عهد ساركوزي”، وأن ”مبادرات هذا الأخير الدبلوماسية، وعلى رأسها الاتحاد من أجل المتوسط، ترمي إلى أمر واحد هو إجبار العرب على التطبيع مع إسرائيل”.