يواصل وزير الصحة والسكان زياراته الفجائية لمختلف المستشفيات والعيادات لمراقبة وضعية الأجهزة الطبية التي صرفت خزينة الدولة الملايير لأجل اقتنائها ووضعها في خدمة المرضى. وقد زار أول أمس جمال ولد عباس الوحدة الطبية الجراحية لتيبازة، حيث عبر عن أن الهدف الرئيس من زيارته هذه هو الاطلاع على وضعية جهاز السكانير الذي استفادت منه هذه الوحدة منذ سنتين، بعد أن خصص له مبلغ ثلاثة ملايير ونصف المليار لاقتنائه. ورغم وجود هذا الجهاز الذي أصبح جد ضروري لإجراء كشف معمق بالأشعة يمكن من اكتشاف الإصابات بدقة داخل غرفة في ظروف ملائمة، إلا أنه لم يدخل الخدمة بعد لكون الوحدة الطبية لا تمتلك ضمن طاقمها الطبي مختص بإمكانه تشغيل هذا الجهاز. وعاد الوزير إلى التذكير بأرقام سبق له أن صرح بها تتمثل في عدد الأجهزة الطبية التي تم إحصاؤها على المستوى الوطني والتي بلغت 73 ألف جهاز استنزفت آلاف الملايير من الخزينة العمومية، إلا أن 5700 جهاز منها لم تدخل الخدمة بعد، وهو ما يمثل نسبة 13 بالمائة من مجموع الأجهزة. ويعتبر نقص الكوادر الطبية المؤهلة لتشغيل هذه الأجهزة، وكذا التقنيين القادرين على صيانتها من أهم أسباب بقاء الأجهزة خارج الخدمة، حيث دعا الوزير في هذا الشأن إلى العمل على استغلالها والحفاظ عليها. وطالب الوزير بعين المكان بتشغيل جهازي للتصوير بالصدى لا يزالان داخل الصناديق، آمرا المسؤولين بوضعهما تحت خدمة المرضى في أقرب وقت، ووجه تعليمات لمدير الصحة الولائي بإرسال كافة الملفات المتعلقة بشراء العتاد الطبي إلى وزارة الصحة لإضفاء المزيد من الشفافية على العملية. وعن الإمكانيات التي وضعتها الدولة تحت تصرف القطاع، أوضح الوزير أنها تضاعفت بمقدار أربع مرات خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث ارتفعت الميزانية المخصصة للصحة من 60 إلى 240 مليار دينار، تضاف إليها 35 مليار دينار وضعت لتنفيذ وإنجاح المخطط الوطني للسرطان. وخلال معيانته للوحدة الطبية الجراحية بولاية تيبازة لاحظ الوزير وجود تسرب للمياه داخل غرفة لإجراء العمليات الجراحية، حيث أمر بغلق القاعة وإصلاح السقف خلال 48 ساعة، آمرا في نفس الوقت بعدم إجراء أي عملية جراحية بذات القاعة.