كشف الأمين العام لغرفة التجارة السويسرية الجزائرية، بودغن سطمبولي إبراهيم، أن الجزائر تعد البلد الإفريقي الثالث من حيث استقبال الصادرات السويسرية، بعد جنوب إفريقيا ومصر، في حين تحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول الممونة لسويسرا بنسبة 7 بالمئة من النفط الخام، مشيرا إلى أن الحضور السويسري في الجزائر واضح ويمتدّ من الحليب ومسحوق الشوكولاطة، الذي تبيعه مؤسسة نستلي العالمية، إلى غاية مكاتب الدراسات والهندسة. وأضاف سطمبولي في حواره مع ”سويس أنفو”، أن حضور شركة ”نستلي” السويسرية يعد الأقوى في الجزائر، خاصة وأنها تسوّق مسحوق الحليب إلى أكبر مجمعات الحليب العمومية، كما أنها تزوّد بعض الشركات الخاصة بالزبدة السويسرية إلا أنها تحمل علامة الشركات المحلية. كما أشار نفس المسؤول إلى المؤسسة الثانية، الحاضرة في السوق الجزائرية والممثلة في شركة ”غراتفانتا” للمصاعد الهوائية، حيث تمكّنت هذه الشركة من بناء مصاعد هوائية في كل من تلمسان، وقسنطينة، كما أنها بصدد بناء مصعديْن آخرين بعنابة وبجاية. واعتبر حضور مثل هذه الشركات في السوق الجزائرية إلى جانب شركات أخرى كشركة ”بويلر” المختصة في إنتاج مطاحن الحبوب، مؤشرا على النمو المتزايد للعلاقات بين البلدين، إلا أن هذا الحضور المهم تناقضه أرقام التبادل التجاري، ففي الثلاثي الأول من 2010، لم يتعدّ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وسويسرا 350 مليون أورو، وهو رقم يبدو زهيدا جدا إذا ما قُورن بأحجام التبادل المسجلة في الفترة نفسها مع الصين وفرنسا وألمانيا. وأرجع سطمبولي السبب في جهل سويسرا الناطقة بالألمانية بالسوق الجزائرية، مؤكدا أن تنظيم ملتقيات لتقديم صورة جيِّدة عن مناخ الاستثمار في الجزائر للمؤسسات الموجودة في المنطقة الألمانية، سيساهم في تطوير العلاقات التجارية وحج الاستثمارات، وهذا ما تسعى غرفة التجارة الجزائرية-السويسرية، من خلال تنظيم لقاءات للمستثمرين السويسريين لإطلاعهم بفرص الاستثمار التي توفرها السوق الجزائرية، غير أن مشكلة اللغة يضيف -سطمبولي- لا زالت تطرح نفسها بقوة، فأغلب المستثمرين السويسريين في الجزائر، ناطقون بالفرنسية، ولو قدم رجال الأعمال الناطقون بالألمانية إلى الجزائر بنفس حماس زملائهم المتحدثين بالفرنسية، فستكون الصورة أفضل بكثير، دون أدنى شك. وتجدر الإشارة إلى أن قيمة الصادرات السويسرية للجزائر بلغت في عام 2009 حوالي 620 مليون أورو أي بزيادة 20 بالمئة عن عام 2008 مقابل واردات سويسرية من الجزائر لم تتجاوز30 مليون أورو. وتتمركز الصادرات السويسرية أساسا في الأدوية والآلات، والمنتجات الصناعية كأجهزة القطارات وسكك الحديد، بالإضافة إلى مواد زراعية، وفي المقابل، تستورد سويسرا من الجزائر حصريا النفط الخام. ورغم أن الشركات السويسرية تحتل موقِعا متوسِّطا ضِمن النسيج الصناعي والاقتصادي الوطني، إلا أن خبراء الاقتصاد يؤكدون أن العلاقات بين البلدين ستتوسع لتشمل مجالات مختلفة خاصة بعد إنشاء المركز التجاري والترفيهي ”باب الزوار” بالعاصمة من طرف الشركات السويسرية في انتظار إنجاز مركز ثان بوهران.