أشارت دراسة لجمعية حماية وترقية التنوع البيئي بولاية النعامة إلى أن أهم أسباب تراجع رؤوس سلالة الدغمة بالولاية هو “تراجع الأعلاف الطبيعية بالمراعي” ما أجبر الموّالين على البحث عن سلالات تتأقلم مع الأغذية المصنعة، ومنها سلالة أولاد جلال، التي تحولوا إلى تربيتها لتكاثرها السريع وحجمها الكبير ما يسمح لهم بمضاعفة إنتاجهم الحيواني وحماية مداخيلهم في ظرف وجيز. وأفاد مصدر من المركز الجهوي للتلقيح الاصطناعي وتحسين السلالات بقرية بلحنجير، جنوب ولاية النعامة، أنه تم الشروع مؤخرا في البرنامج الذي يستهدف استرجاع المكانة التي فقدتها “السلالة الحمراء” كنوع مفضل كان يحظى في السابق باهتمام خاص لدى مربي الماشية بالعديد من التجمعات السهبية والمناطق الحدودية بولاية النعامة. ويرمي المشروع إلى المحافظة على أهم أصناف النعاج بالولاية والمتمثل في سلالة الدغمة التي تتأقلم مع مناخ وتضاريس بيئة السهوب الغربية والتي لقيت رواجا كبيرا في سبعينيات القرن الماضي لخصائصها الجيدة من حيث جودة لحومها وحليبها كونها تتغذى على الأعشاب الطبيعية. وأكد ذات المصدر لجريدة “الفجر” أن التحول السريع في توجه موّالي النعامة نحو تربية سلالات جديدة غير سلالة الدغمة في السنوات الأخيرة يتطلّب توفير مخزون جيني وراثي مصدره فحول تلك السلالة الحمراء لضمان تكاثرها واسترجاع مكانتها على مستوى الولاية والمناطق المجاورة لها. وأشار تقرير لمديرية المصالح الفلاحية بأن عصرنة تربية الأغنام بالولاية تستلزم أيضا مرافقة ومتابعة علمية من المعاهد التقنية المتخصصة في الإنتاج الحيواني والمحافظة السامية لتطوير السهوب والجامعات، وذلك من أجل إنشاء وحدات لنشاط تربية السلالة الحمراء والاستفادة من التجارب المنتهجة في هذا المجال لحماية الرؤوس القليلة المتبقية منها. ويرى المهتمون بإنعاش القطاع الرعوي بالولاية ضرورة استحداث نصوص تنظيمية وتشريعية تساهم في التزايد الكمي والنوعي لتلك السلالة.