لا تختلف عاشوراء زمان عن عاشوراء اليوم من حيث المبدأ، فالكل متفق على إحياء السنة النبوية الشريفة بصيام التاسع والعاشر من شهر محرم اقتداء بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر بمخالفة اليهود في صيام هذا اليوم المبارك، الذي يعد المسلمون أحق به من غيرهم للجزائريين، في هذه المناسبة، العديد من التقاليد التي تميزهم عن غيرهم.. فكحل العينين للبنات والأوانس، وتقصيف شعرهن ليلة عاشوراء عادة قديمة توارثتها الأمهات عن الجدات ولقنتها للبنات اللواتي تأملن في الحصول على شعر أطول وعلى فارس الأحلام بحر السنة الجديدة، ناهيك عن وليمة ذيل شاة عيد الأضحى المبارك. غير أن الأمور اختلفت بعض الشيء في أيامنا، فهناك من بات يرفض اليوم إحياء عاشوراء بذات تقاليد الماضي.. وعن هذا الأمر قالت لنا أنيسة، طالبة جامعية مقبلة على التخرج من جامعة البليدة: “على حد علمي لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والقرح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكنه أمرنا فقط بصيام يوم عاشوراء وأن نصومه مع اليوم التاسع أوالحادي عشر لمخالفة اليهود، وأنا حقا أستغرب من تعتقد أن تقصير شعرها خلال هذه الليلة سيسهل من زواجها، وهو لا يعدو كونه اعتقادا خاطئا بالنسبة لجداتنا اللواتي كن على“نيتهن”، ولكننا اليوم جيل متعلم مُطالب بمواجهة هذه الخرافات”. منال، من جهتها، وافقت صديقتها وقالت لنا إن جدتها التي مازالت على قيد الحياة تصر على الإحتفاظ بتلك العادة وتقول:”نحن نسايرها في الأمر لعلمنا بتعلقها بممارسات الماضي لكن قناعتنا تختلف عن ذالك بكثير”. يرى آخرون في الأمر فرصة لاجتماع أفراد العائلة، وهو ما تحدث عنه محمد، موظف بإدارة مجلس قضاء البليدة، الذي قال:”صحيح أن بعضا من تلك العادات مخالفة لشرائعنا الدينية ولا أساس لها من الصحة في الدين والسنة، إلا أننا نحبذ الإحتفاظ بعادة عشاء عاشوراء لأنها تمثل فرصة للإلتقاء واجتماع أفراد العائلة، محبذين الإبتعاد عن كل ما ليس له صلة بديننا الحنيف، كما أن الأمر يبقى ميزة من مميزات مجتمعنا التي نحاول أن تكون موافقة لتعاليم الإسلام”.