استفزت الضغوطات الممارسة من طرف مفتشي التربية الأساتذة الذين صاروا مجبرين شهريا على إعداد تقارير حول مدى استكمالهم البرنامج الدراسي وفق التوزيع السنوي الموحد، المعد من طرف وزارة التربية الوطنية، واعتبر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني تهديدات المفتشين وصرامتهم مع الأساتذة لإنهاء دروس الثلاثي الأول، تشجيعا لطريقة الحشو والتسرع في الدروس، على حساب التلاميذ، الذين كانت نتائجهم كارثية ودون المستوى “الكناباست”: وزارة التربية تمارس الاستفزاز بمطالبتها بتقارير شهرية بناء على ما نقله المنسق الوطني المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “الكناباست”، بوديبة مسعود، في تصريح ل”الفجر”، فإن مفتشي التربية طالبوا الأساتذة بتقديم تقارير حول مدى استكمالهم دروس الثلاثي الأول، وتطابق سيرهم في البرنامج الدراسي مع التوزيع السنوي الموحد، الذي وضعته وزارة التربية في متناول كل المؤسسات التربوية، معتمدين طريقة الضغط وسيلة لإتمام الدروس في وقتها وقبل حلول عطلة الشتاء التي بدأت رسميا يوم 16 من الشهر الجاري. وكشف بوديبة مسعود عن شكاوى عديدة تلقاها المجلس من قبل الأساتذة حول هذه الضغوط الممارسة من قبل المفتشين، موضحا أنهم يطالبون كذلك الأساتذة بتقارير كل شهر، لمعرفة مدى تقدم دورسهم، تجنبا للتأخر فيها، والتسبب في إلغاء بعضها مع اقتراب نهاية السنة الدراسية الحالية، الأمر الذي أثار سخطا وسط الأساتذة، حيث اعتبروا إجراءات وزارة التربية محاولة لاستفزازهم، باعتبارهم أن مؤسسات تربوية عديدة لا تستطيع أن تتماشى مع التوزيع السنوي المقدم من طرف الوصاية، الذي لم يراع حسب المتحدث، التأخر في انطلاق السنة الدراسية في العديد من مناطق الوطن، قائلا “إن العديد من التلاميذ لم يباشروا دورسهم في الوقت المحدد لأسباب عدة”، ما منع حسبه الأساتذة من إنهاء مقرر الفصل الأول في التاريخ المحدد. كما تجاهل توزيع وزارة التربية، على حد قول بوديبة، الأعياد الوطنية وأيام العطل، على غرار عيدي الفطر والأضحى، وعاشوراء، واحتفالات أول نوفمبر، مشيرا من جهة أخرى إلى طبيعة بعض الدروس التي تتطلب الشرح المعمق، والتأني في تلقينها لاستيعابها من طرف التلاميذ، وهو الذي غاب عن تفكير الوصاية، التي عددت ساعات محددة للانتهاء من بعض الوحدات على المستوى الوطني، دون مراعاة صعوبتها. وأكد مصدرنا، أن الاستمرار في ممارسة الضغوط من طرف المفتشين، يشجع على الحشو والتسرع في الدروس، الذي يكون على حساب التلاميذ، باعتبار أن الأساتذة أضحوا يفكرون فقط في إتمام مقررات الفصول في وقتها، على غرار ما تم اعتماده خلال الفصل الأول، خوفا من أي إجراءات قد يتخذها المفتشون ضد الأساتذة المتأخرين في دروسهم، الذي وصل بهم الحد، بناء على ما نقلة ممثل “الكناباست”، إلى مطالبة المعلمين الذين لم يسعفهم الوقت في إنهاء مقررهم في وقته، بالعمل مساء يوم الثلاثاء، والتدريس لساعات إضافية أيام العطلة من أجل تدارك التأخر، رغم أن هؤلاء الأساتذة أكدوا أنهم لم يتغيبوا منذ بداية السنة الدراسية. وانعكست إجراءات المفتشين سلبا على تحصيل التلاميذ، ومعدلاتهم خلال الفصل الأول، حيث كانت وبإجماع الأسرة التربوية دون المستوى، في مجملها، ولم تكن إيجابية، حيث بات السبب واضحا للعيان، باعتبار أن تهديدات المسؤولين جعلت الدروس تلقن دون شرح أو تمارين. وطالب المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني المسؤول الأول عن قطاع التربية بالتدخل قصد التراجع عن التقارير الشهرية والفصلية وتعويضها بتقارير سنوية، من أجل إعطاء الأساتذة مهملة إضافية لاستدراك التأخر في الأوقات التي تناسبهم خلال السنة الدراسية.