يندد أكثر من 700 بنّاء في قطاع الحرف بوهران، بسياسة الإهمال والإقصاء المفروضة عليهم، وذلك بعد حرمانهم من الإستفادة من المشاريع التنموية ب 26 بلدية على مستوى ولاية وهران، والتي جعلت هؤلاء في خانة سوداء بعدما أصبحوا يعملون كأجراء لدى المقاولات المختصة في البناء. أعرب العديد من البنائين بوهران عن استيائهم من سياسة التهميش الممارسة في حقهم من طرف الوصاية وحرمانهم من المشاريع التنموية، خاصة أنهم يتمتعون ببطاقة الحرفي ويسددون رسوماتهم الضريبة وكذا مستحقات التأمين، لكن كل ذلك لم يشفع لهم للإستفادة من قانون الصفقات العمومية التي تحول عادة، كما هو متعارف عليه، إلى أصحاب المقاولات بالرغم من الأحكام التي جاءت في الجريدة الرسمية تحت رقم 58 المؤرخة في 07/10/2010 لمنح الحرفيين من البنائين الحق في الصفقات العمومية، إلا أنه أمام الإجراءات التعجيزية والبيروقراطية في الإدارة، فإن هؤلاء البنائين لازالوا يدفعون الثمن نتيجة تقاعس المسؤولين المحليين عن تنفيذ التعليمة التي أصدرتها الحكومة إلا أنها لا زالت حبيسة أدراج مسؤولي البلديات، وهو الإجراء الذي يبقى، كما علمنا، مقتصرا على بلديات وهران فقط. وأوضح رئيس جمعية أحمد زبانة المختصة في البناء والتعمير، كمال بن يعقوب، ل”الفجر”، أن ما يحدث اليوم من إجحاف في حق البنائين لا يتم تعميمه عبر جميع ولايات الوطن، لأن الظلم والحڤرة المتفشية في إدارات البلديات بوهران لا يمكن أن نجدها في الولايات الأخرى التي يستفيد فيها البناؤون من الصفقات العمومية، إلا أنه بالرغم من صدور أكثر من تعليمة من الجهات العليا بالإدارة المركزية فلا حياة لمن تنادي.. ما جعل الوضع متأزما، حيث يوجد بالولاية أكثر من 700 بناء يعانون الأمرّين بالرغم من تسديدهم لكل الواجبات، إلا أن خدمات تلك البطاقة لا تزال غير سارية المفعول، بعدما تم الحصول عليها من قبل غرفة الصناعة التقليدية والحرف. وأضاف نفس المسؤول أن البنّاء اليوم بات يعيش ظروفا جد مزرية نتيجة قلة العمل، وتعجب للوضع الذي آلت إليه وضعية البنائين في وهران، فرغم أنهم كانوا في وقت سابق يزاولون نشاطهم بصفة عشوائية إلا أنهم كان يستفيدون من حقهم في الصفقات العمومية والمشاريع التنموية، ورغم جهود الحكومة لتنظيم القطاع فإنهم اليوم أحيلوا على البطالة الإجبارية. وأوضح محدثنا أنه كان من المرتقب أن يستفيد هؤلاء البنائين من مشروع ترميم البنايات المهددة بالإنهيار بكل من حي الحمري وسيدي الهواري وغيرها، “لكن أمام تهميش مصالح ديوان التسيير العقاري لنا فإنه قد تم إقصاؤنا من المشروع الذي تم تحويله إلى مقاولات على حساب الحرفيين من البنائين الذين يمتلكون خبرة طويلة في ترميم العمارات القديمة بحكم التكوين الذي تم إجراؤه من قبل مختصين في العمارة من البرازيل والألمان.. لكن بالرغم من ذلك فإنه لا جديد يذكر، والشبان اليوم أصبحوا يمتطون قوارب الموت نحو الضفة الأخرى، بعدما سدت في وجوههم جميع الأبواب”..