أنهى الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولة في أمريكا اللاتينية هدفت الى إقناع مختلف دول القارة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من جوان عام 1967، ما يشكل أرضية هامة للتوجه الى مجلس الأمن لطلب الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية المستقلة ونقلت صحيفة “الحياة” اللندنية عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الذي رافق الرئيس عباس في رحلته هذه قوله: “ان الزيارة أثمرت عن اقناع العديد من قادة دول أمريكا اللاتينية الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الأشهر المقبلة”. وأضاف المالكي: “إن الجولة جزء من حملة فلسطينية دولية تهدف الى جلب اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية على حدود 67 ورفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الفلسطيني الى سفارة”. وتابع إن ثلاث دول أمريكية لاتينية كانت تعترف بدولة فلسطين في السابق هي كوبا ونيكاراجوا وفنزويلا، وأن أربع دول أخرى اعترفت بفلسطين في الأسابيع الأخيرة هي البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والإكوادور، فيما تعهدت باقي الدول بالاعتراف في الفترة المقبلة”. وتعترف أكثر من مئة دولة بالدولة الفلسطينية المستقلة التي كانت أعلنت في عام 1988، لكن الدول المتبقية، وغالبيتها من غرب أوروبا ذات الثقل السياسي، لم تعترف بها بعد. وقال المالكي: “إن الحملة الفلسطينية في هذه المرحلة تتركز على هذه الدول وتهدف الى تحقيق الاعتراف ورفع التمثيل الديبلوماسي، وأضاف إن عددا من الدول الأوروبية وعدت الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبممارسة تأثير على دول أخرى للاعتراف مثل إسبانيا، فيما وعدت دول أخرى برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي الى سفارة مثل بريطانيا وهولندا”. وأوضح المالكي أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي اعترفت بفلسطين قبل انضمامها الى الاتحاد مثل بولندا وهنجاريا وبلغاريا وتشيخيا وسلوفاكيا وغيرها، مشيرا الى أن دولا أوروبية لم تعترف بالدولة الفلسطينية لكن مستوى التمثيل الفلسطيني فيها عال وهو بمستوى سفارة مثل النرويج وفرنسا والبرتغال وإسبانيا. وأضاف: “أن وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيز وعدت في لقاء أخير معها بأن تبذل بلادها جهدا كبيرا مع الدول الأوروبية المختلفة للاعتراف بدولة فلسطين ورفع مستوى التمثيل”. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية ورفع مستوى تمثيلها يشكل أرضية مهمة للتوجه الى مجلس الأمن في وقت لاحق بطلب الاعتراف بهذه الدولة المستقلة. وكان عباس قد اعلن لدى عودته الثلاثاء من جولته أن عملية السلام متوقفه في المرحلة الحالية، وأن الجهود الفلسطينية تسير في أربعة مسارات: “الأول بناء مؤسسات الدولة كي تكون جاهزة في شهر سبتمبر المقبل. والثاني حض دول العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية. والثالث محاولة إعادة إحياء عملية السلام. والمسار الرابع المصالحة”. وأضاف عباس: “ليس هناك حاليا أي حراك في عملية السلام. في الوقت الحاضر لا يوجد شيء. أمريكا فشلت في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان لفترة معينة على رغم أنها قدمت لها عرضاً مغريا يشمل إمدادات عسكرية وأمنية”. ومن المرتقب أن يتقدم الفلسطينيون رسميا الى مجلس الأمن في الأيام المقبلة بمشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه.