أقدم يوم الأربعاء الماضي في حدود الثامنة والنصف مساء، المدعو الصغير قرة، 53 سنة، على محاولة الانتحار حرقا رفقة ولديه التوأم (ست سنوات) أمام المدخل الرئيسي لولاية المسيلة. واستنادا لشهود عيان حضروا الحادثة، فإن هذا المواطن كان يحمل بيديه قارورة بنزين رفقة ولديه ولما وصل إلى المكان المذكور قام بسكب كمية من البنزين فوق الأرض على شكل دائرة ثم كرر نفس العملية بسكب كمية معتبرة فوق جسده وجسد ولديه (طفل وطفلة)، ثم أشعل الولاعة وهم بإضرام النار، غير أن مرور النائب بالمجلس الشعبي الوطني خير الدين بعلي صدفة كان سببا في إنقاذه رفقة ولديه، حيث نزل مسرعا من سيارته واحتضن المواطن محاولا تهدئته. بعدها التحق الحراس وأعوان الأمن العاملين بمقر الولاية الذين أصيبوا بصدمة كبيرة لهول ما شاهدوه. وحول دواعي إقدامه على الانتحار تقول مصادرنا إن المعني تقدم أمس من مصالح مديرية سونلغاز في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، طالبا منهم إعادة التيار الكهربائي المقطوع عن بيته منذ ثلاثة أيام بسبب ديون قديمة، موضحا لهم بأنه قد قام بتسديد الفاتورة، حيث وعدوه بإعادة التيار الكهربائي في المساء، غير أن الأعوان المكلفين بذلك لم يقوموا بتلك المهمة ما اضطره إلى إعادتها بالاستعانة بأحد الجيران، غير أن ذات المصالح قامت بقطعه مجددا ودون علمه. ولما عاد إلى بيته في حدود الساعة الخامسة والنصف زوالا وجد أفراد أسرته يقبعون في الظلام ما أثار حفيظته وقرر الانتحار. بلال. ع “الفجر” تتصل بمحاول الانتحار “رغم ظروفي الصعبة سونلغاز لم ترحمني” تمكنت “الفجر” من الحصول على الرقم الشخصي للمواطن قرة الصغير، حيث اتصلنا به لمحاولة معرفة الدوافع الحقيقية التي جعلته يقرر الانتحار رفقة ولديه التوأم، فشرح لنا مأساته الاجتماعية، حيث أكد أنه مكفوف 100 بالمائة ومعوق حركيا بنسبة 65 بالمائة، يتحصل على إعانة مالية قدرها ثلاثة آلاف دينار شهريا، وبعد أن ضاقت به السبل ولم يتمكن من تسديد فاتورتين لمؤسسة سونلغاز البالغة قيمتها 4900 دينار، بسبب ظروفه الاجتماعية وعدم تمكنه من سحب أمواله من بريد حي إشبيليا الذي أتلف أثناء الأحداث الأخيرة التي عرفتها الولاية. ويضيف محدثنا بحسرة أن أعوان مؤسسة سونلغاز قطعوا التيار الكهربائي عن بيته منذ ثلاثة أيام دون سابق إنذار، حيث قضى رفقة أفراد عائلته عدة ليال على ضوء الشموع. ولما تمكن من سحب منحته قام بتسديد الحقوق المترتبة عليه، رغم حاجته للأموال لشراء الدواء لزوجته القابعة في المستشفى، وكذا تغطية مصاريف أولاده الذين يعانون من نقص الرعاية الصحية والغذائية، ما سبب له إحباطا حيث لم يحتمل مشاهدة أولاده يعيشون في الظلام رغم تسديد جميع الحقوق المترتبة عليه تجاه سونلغاز. وأشار محاول الانتحار أن مرور النائب بالقرب منه جعله يكون سببا في إنقاذ حياته.