مع اتساع رقعة الاحتجاجات التي تعرفها مصر هذه الأيام والمطالبة هذه المرة برحيل الرئيس مبارك، لمس الفنان المصري جدية الوضع وخطورته، وهو ما دفع بالبعض إلى الخروج عن صمته والتعبير عن تضامنه مع الشعب ومباركته لمطالبه، وحتى تسجيل تراجع بعضهم عن مواقفهم الرافضة للاحتجاج على غرار الزعيم عادل إمام إن كانت بداية الغضب المصري قبل أسبوع، قد رافقت تحفظا في مواقف بعض الفنانين المصريين من مطالب غلابة الشعب المصري الذي يريد الحياة الكريمة في ظل تفشي الفساد في البلاد، فقد اقتنع بعضهم بواجب النزول إلى الشارع والالتحام مع الشعب والتعرض إلى الضرب وربما الاعتقال، فيما وجد آخرون أنه من الأولى لعب دور حمامة السلام لتهدئة الأوضاع ومحاولة التأثير على المتظاهرين للقبول بالتعديلات التي قام بها الرئيس الحالي على أمل إبقاء الوضع على ما هو عليه. وفي ظل إصرار الشعب المصري على التغيير الجذري بداية من هرم السلطة، اضطر كل الفنانين المصريين إلى المجاهرة بمواقفهم التي لم تكن متوقعة والتي وضعت الكثيرين في موقف محرج والاختيار بين أمرين لا ثالث لهما، وهما شعب يطالب بالتغيير الجذري وسلطة لا يمكنهم الخروج عن ولائها، إلا أن حيرتهم انتهت بالوقوف إلى جانب الشعب والمطالبة برحيل الرئيس مبارك. والبداية مع زعيم المصريين الفنان عادل إمام الذي تراجع عن تصريحاته التي وصفت المتظاهرين بالغوغائيين، قبل أن يتدارك ما قاله وينفيه، داعيا المسؤولين إلى الاستماع للمحتجين ومؤيدا مطالبهم بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وقال إن الأحزاب المعارضة في مصر ”ضعيفة” ولا تستطيع أن تحرك الشارع بهذا الشكل، لافتا إلى أن الناس توجهت إلى الشارع ”بعفوية” للمطالبة بحقوقها التي وصفها بالمشروعة” قائلا للمتظاهرين ”أنا معكم وفي صفكم”. الممثل عمر الشريف قالها صراحة ”مبارك فشل وعصره ولى”، لذا فقد دعاه إلى التنحي قائلا ”إنه فشل في تحسين مستوى معيشة المواطن العادي ويكفيه 30 عاما في السلطة”. كما أبدى الشريف قلقه من تأثير جماعة الإخوان المسلمين التي قمعتها السلطات لسنوات. بينما اتهم الفنان صلاح السعدني حكومة بلاده بفشلها في قراءة سيناريو مشهد المظاهرات منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي، وكانت النتيجة حسبه بتزايدها، وأصبحت الآن تضم الملايين من أبناء الشعب. وطالب السعدني بأن يكون حاكم مصر نبيا للفقراء، منددا بالنظام الحالي في مصر الذي أطاح بكل ما بناه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. من جهته، أشار الفنان محمود حميدة إلى أن خروج المصريين في الشوارع للمطالبة بحقوقهم البسيطة أمر طبيعي، وكان متوقعا بعد المشهد التونسي الكبير. فيما طالب الفنان عزت العلايلي الحكومة بالتعجيل في إجراء تعديلات دستورية، والبدء في تنفيذ مطالب الشعب الذي فاض به الكيل جراء تفشي غول الغلاء. ورغم المواقف السابقة إلا أن ذلك لا ينفي أن الفنانة غادة عبد الرازق كان لها رأي آخر حول الأحداث، حيث أبدت استياءها من الاتهامات والكلمات النابية، على حد تعبيرها، التي يوجهها المحتجون للرئيس المصري حسني مبارك، معتبرة أن هذا غدر برمز كبير خدم البلد مدة 30 سنة، وتساءلت ”ما الذي يريده المحتجون؟ وما هي مطالبهم؟”.