فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة في قضية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والتي كانت مدينة سطوالي مسرحا لها بتاريخ 6 جويلية من السنة الماضية، حيث أصدرت هيئة المحكمة حكما بالسجن النافذ لعشرين سنة ضد الجاني الذي تورط في قتل صديقه، بعد أن غيبّت المشروبات الكحولية عقليهما معا ما جعلهما يتورطان في شجار عنيف ليلة الجريمة، التي خلّفت في نفس المتهم الكثير من الحقد على غريمه ما جعله ينتقم منه في اليوم الموالي بطريقة بشعة. وحسب ما ورد من تفاصيل في قرار إحالة المتهم “ب.ر” أمام محكمة الجنايات، فإن التحقيق في القضية بدأ من قبل مصالح الشرطة القضائية بذات المنطقة والتي تلقت عشية تاريخ الجريمة المذكور آنفا، نداء من قاعة العمليات تفيد بوجود شخص ملقى على الأرض بحي جيلالي أحمد، ليتبيّن لهم أن الأمر يتعلق بالضحية “ف.ك” والذي تلقى طعنات قاتلة من قبل صديقه توزعت في أماكن حساسة من جسده غالبيتها جاءت على مستوى القلب وأخرى على مستوى الفخذ كما أن جثة الضحية كانت تحمل الكثير من الكدمات الناجمة عن آثار الضرب الذي تعرض له. بعدها، فر القاتل بعيدا دون أن يتحقق من الحالة التي ترك عليها ضحيته كما أنه أهمل أخذ سلاح الجريمة التي وجد مباشرة تحت جسد الضحية، والذي أكدت المعاينة الأولية لرجال الأمن الذين لاحظوا أن جروح الضحية كانت باستعمال أداة حادة، وبعد التحريات الدقيقة توصلت مصالح التحقيق إلى الفاعل الحقيقي المدعو “ب.ر” والذي سلّم نفسه بعدما علم أن الضحية قد فارق الحياة، حيث اعترف بقتله للضحية. وجاء في محضر سماعه أمام عناصر الضبطية أنه قبل الواقعة بيوم واحد كان برفقة الضحية بصدد تناول المشروبات الكحولية بالمكان المسمى لاكولين، حيث قام الضحية بالاتصال بصديقه “ب. أ” الذي حضر على متن دراجته النارية وفجأة تحولت الجلسة إلى عراك بين الضحية والمتهم، كانت الغلبة فيها للمتهم الذي تمكّن من خنق صديقه الذي تحول بقدرة أم الخبائث في غضون لحظات إلى عدوه اللذود. هذا الأخير الذي واجهه بإشهار سكين في وجهه، ما دفعه لتجنب الأذية ودفع مقابل ينقذ به نفسه من المصير الذي كان ينتظره، وكان ذلك المقابل أو الفدية التي جعلته يسلم ليلتها هاتفه النقال ومبلغا ماليا قدره 500 دج. إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك حسب تصريحات المتهم الذي أكد أنه وفي يوم الجريمة حضر إلى مسكنه طفل صغير ليخبره أن من كان صديقه ينتظره في أسفل العمارة، وهو ما اعتبره الأخير تحديا له فتوجه نحوه وهو مجهز بسكين من نوع “أوبينال” وكله عزم على الانتقام منه، بعد الشجار الذي نشب بينهما وانتهى بتوجيهه طعنات قاتلة للضحية الذي لفظ أنفاسه متأثرا بجراحه، فيما كلفت فكرة الانتقام صاحبها عشرين سنة من عمره سيقضيها وراء القضبان.